أريترياجغرافياسلايد 1شئون اجتماعيةشئون خارجية
مهاجر إريتري في إسرائيل.. خلف القضبان أو وراء الحدود
شأنه شأن 40 ألف مهاجر إفريقي، يواجه المواطن الإرتيري “هالوفوم سلطان” (34 عاما)، خطر الترحيل أو السجن من قبل السلطات الإسرائيلية.
يقول سلطان إنه اضطر إلى مغادرة بلاده خشية الموت والاضطهاد قبل 7 أعوام، تاركا زوجته وطفليه، ولجأ إلى إثيوبيا بمساعدة مهربي بشر مقابل 3500 دولار.
ومن إثيوبيا، التي تعاني صراعات داخلية، انتقل سلطان إلى السودان حيث يجد المهاجرون مسارين اثنين، يتمثل الأول في عبور الصحراء الحافلة بالمخاطر للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا.
أما المسار الثاني، الذي اختاره المهربون لأجل سلطان، فهو العبور إلى إسرائيل من خلال الأراضي المصرية.
ويضيف سلطان: “كان الخيار الوحيد أمامي هو الخروج من السودان، وقد وصلت إلى إسرائيل بطريقة ما”، مبينا أنه شهد عكس ما كان يأمل من قبل السلطات الإسرائيلية التي عاملته بعنصرية وكراهية.
وأشار المهاجر الإفريقي إلى أنه تعرض للاعتقال والتهديد بالقتل في بلاده بسبب مشاركته في تظاهرات مناهضة للحكومة عندما كان في المرحلة الجامعية.
وتابع: “يتعامل بعض المحسوبين على الحكومة من الجيش والشرطة معي بكراهية، وكذلك مع الأفارقة السمر”.
وفي ديسمبر / كانون الأول الماضي، أقر البرلمان الإسرائيلي قانونا يسمح بترحيل المهاجرين من البلاد، في خطوة وصفها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يناير / كانون الثاني الماضي، بأنها ضرورية من أجل أمن الحدود.
وقال نتنياهو إن حكومته لن تسمح بالهجرة غير الشرعية، وستعمل على ترحيل المهاجرين المتسللين إلى البلاد.
وتقدم إسرائيل للاجئين 3 آلاف و500 دولار وتذكرة طيران، مقابل عودتهم إلى بلادهم أو مغادرتهم الأراضي الإسرائيلية إلى بلد ثالث، أو السجن لأجل غير مسمى.
وتعتزم السلطات الإسرائيلية وضع الرافضين لمغادرة البلاد في السجون، اعتبارا من 31 مارس / آذار المقبل.
وبحسب معطيات مركز تأهيل اللاجئين الأفارقة في إسرائيل، فإن أغلب اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم، جاؤوا من بلدان مثل إريتريا والسودان بين عامي 2006 و2012، هربا من الحرب وتداعياتها.
معظم اللاجئين الأفارقة يخشون إعادتهم إلى بلادهم وقتلهم هناك، حتى وإن غادروا إسرائيل إلى بلد ثالث.
وقبل صدور هذا القانون القسري، تم ترحيل نحو 20 ألف شخص في الأعوام الأربعة الماضية، في إطار “برنامج المغادرة الطوعي”.
والأخبار القادمة من المرحّلين، تزيد قلق آلاف اللاجئين الأفارقة الذين يترقبون ما سيؤول بهم الحال مستقبلا كما هو الحال مع “هالوفوم سلطان”.
يشار إلى أن تنظيم الإرهاب، قطع رأس أحد المرحلين من إسرائيل في ليبيا، وبعض المرحلين تم استعبادهم، ووصل القليل منهم إلى أوروبا.
عمل سلطان مدة طويلة في مجال البناء بإسرائيل التي لم يتمكن فيها من الحصول على صفة لاجئ طوال 7 أعوام، ويعمل حاليا في مركز تعليمي شعبي أسس من أجل لاجئي إريتريا، ومهمته تنظيم اللاجئين ليتحركوا بشكل منظم.
ولا يستطيع سلطان مساعدة أسرته، حيث إنه بعد فراره من إريتريا زادت الضغوط على أسرته، ما دفع زوجته للهروب مع أولادها من منطقتهم إلى مخيم للاجئين في إثيوبيا.
سلطان لم يكن يرغب بتعريض أسرته لذات وسائل الهروب التي سلكها خلال هروبه من بلاده، بسبب رحلته التي كانت محفوفة بالمخاطر، ولا يرغب في تقديم مزيد من المعلومات عن أسرته.
ولم يقرر سلطان بعد، ما إذا كان سيغادر إسرائيل أم سيبقى فيها ليزج به في السجن.
“أفضّل أن أسجن، على الأقل سأبقى على قيد الحياة”.
ويعارض نشطاء حقوق إنسان، ومنظمات يهودية الممارسات الإسرائيلية، وتعتبرها ممارسات ضد القيم الدينية، غير أن مؤيدي الأحزاب اليمينية يطالبون بترحيل المهاجرين.
الأناضول