تاريخجغرافياجنوب أفريقياسلايد 1
مقابلة مع هشام نعمة الله أفندي.. “آخر العثمانيين في جنوب إفريقيا”
يطفئ هشام نعمة الله أفندي، حفيد الفقيه العثماني أبو بكر أفندي، لهيب شوقه لوطنه تركيا بزيارة مسقط رأس جده في ولاية أرضروم شرقي البلاد.
هشام نعمة الله أفندي، يقول عن نفسه “أنا آخر العثمانيين في دولة جنوب إفريقيا”.
وأضاف هشام أفندي أنه حفيد الفقيه العثماني أبو بكر أفندي الذي ابتعثه السلطان العثماني عبد العزيز عام 1863 إلى رأس الرجاء الصالح بدولة جنوب إفريقيا، من أجل حلّ القضايا الفقهية للمسلمين، وتعليمهم شعائر دينهم.
وتابع: “لقد انتهت فترة الدولة العثمانية، وتأسس النظام الجمهوري فوق أراضي تركيا، لكننا ما زلنا عثمانيين؛ كما أن جدنا أبو بكر أفندي بُعث إلى رأس الرجاء الصالح بأمر من الدولة العثمانية، وقضى بقية حياته هناك وتوفي فيها وهو يمثل الدولة العثمانية، أنا آخر العثمانيين في دولة جنوب إفريقيا”.
وأشار هشام أفندي إلى أنه متقاعد من إدارة مدرسة ثانوية في جنوب إفريقيا.
ولفت إلى أن جده أبو بكر أفندي، فتح أول مدرسة للمسلمين في جنوب إفريقيا، وحل الخلافات الفقهية بينهم.
وقال في هذا الخصوص: “قبل مجيء جدي إلى جنوب إفريقيا، كان المسلمون هناك يدفنون موتاهم بطريقة مخالفة للتعاليم الإسلامية، وجدي علّمهم بعد مجيئه الطريقة الصحيحة للدفن، كما علّمهم الشعائر الإسلامية الأخرى، وكان له خدمات كبيرة في قضايا كثيرة”.
وأوضح أن أبو بكر أفندي، سُجل كأول عالم يطور اللغة الإفريقانية المحلية في جنوب إفريقيا.
وأضاف أن نجل أبو بكر أفندي، ويُدعى أحمد عطاء الله بيك، أتقن بدوره اللغات الانجليزية والعربية والفارسية والإفريقانية والأُردية، وكان أول سياسي مسلم في جنوب إفريقيا.
وأفاد بأن عطاء الله بيك، عُيّن سفيرا للدولة العثمانية من قبل السلطان عبد الحميد الثاني في سنغافورة عام 1901، غير أنه استشهد في عملية اغتيال، دبرها البريطانيون عام 1903.
هشام أفندي، لفت إلى أن متحف الإفريقانية، في جنوب إفريقيا، خصص غرفة لأبو بكر أفندي، تخليدا لأعماله الكبيرة التي أنجزها في البلاد.
ولفت إلى أنه يزور وطنه الأم تركيا، بدعوة من جامعة القوقاز التركية، للمشاركة في بعض البرامج الثقافية، والتي تشمل ولايتي قارص وأرضروم شرقي البلاد.
من جانبه قال حليم غنتش أوغلو، عضو الهيئة التدريسية في جامعة “كيب تاون”، إن الدولة العثمانية بعثت علماء آخرين إلى جنوب إفريقيا بعد أبو بكر أفندي.
ولفت إلى أن جنوب إفريقيا تحتضن آثارا عثمانية هامة، بينها مسجد نور الحميدية العثمانية، ونادي الكريكت العثماني.
تجدر الإشارة إلى أنّ الوثائق العثمانية تؤكد ابتعاث عالم الدين أبو بكر أفندي إلى رأس الرجاء الصالح، من أجل حلّ القضايا الفقهية للمسلمين القاطنين فيها عام 1863، وذلك في زمن السلطان عبد العزيز الأول.
وبقي أبو بكر أفندي في مهمته 17 عاما حتى وافته المنية في 29 أغسطس/آب 1880 بمدينة كيب تاون، ليترك وراء ظهره إرثا كبيرا من المساجد والمدارس التي بناها، إلى جانب تعاليمه الدينية التي حفظها عنه طلابه.
الأناضول