شهدت جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، أمس، توترا بعد أن حاصر عشرات الجنود مقر إقامة القائد السابق للجيش بول مالونغ في محاولة لتجريد حراسه من أسلحتهم.
وكانت شوارع المدينة شبه مقفرة مع ملازمة السكان لمنازلهم خوفا من أن تتطور الأزمة إلى اشتباكات، وفقا لما أفادت به وكالة فرانس برس.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة أتيني ويك أتيني أن الانتشار العسكري يندرج في إطار “عملية روتينية”، وقال في تصريح لـ”أ ف ب” إن الوضع طبيعي وهذا الأمر لا يدعو للقلق، وهو ما أكده بدوره وزير الإعلام مايكل ماكوي.
ويأتي التحرك بعد 5 أيام من توقيع الرئيس سلفا كير قرارا يسمح بتوقيف حراس مالونغ وتجريدهم من أسلحتهم، مؤكدا أن أية مقاومة من قبل الحراس يجب أن تواجه بالقوة المناسبة.
ولم تتضح الأسباب وراء القرار الذي اتخذه كير.
وكان الرئيس كير أقال في أيار الجنرال مالونغ القومي المتشدد، والمنتمي إلى قبيلة الدنكا والتي تشكل غالبية في البلاد، وينتمي إليها كذلك الرئيس كير.
ويعتبر كثيرون أن مالونغ هو العقل المدبر للمعارك التي شهدتها جوبا في تموز/يوليو 2016 وأدت إلى مقتل المئات وتبخر الآمال بتشكيل حكومة شراكة بين كير وريك مشار، النائب السابق للرئيس، المنتمي إلى قبيلة النوير، والذي اصبح زعيما للتمرد.
ويخضع مالونغ حاليا للإقامة الجبرية بموجب قرار رئاسي أصدره كير في 30 أكتوبر يمنعه من مغادرة مقر إقامته منعا باتا.
جدير بالذكر أن قبيلتي الدنكا والنوير هما الأكبر في جنوب السودان وبينهما عداوة دموية تاريخية.
من المهم الإشارة إلى أن جنوب السودان غرق في حرب أهلية مستمرة منذ قرابة 4 سنوات، وقد دفعت المخاوف من تكرار ما حصل في السابق سكان جوبا إلى ملازمة منازلهم.
ونال جنوب السودان استقلاله بعد انفصال الجنوب ذي الغالبية المسيحية عن الشمال ذي الغالبية المسلمة عام 2011 بعد 22 عاما من الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل مئات آلاف الأشخاص.