يعتمد الإثيوبيون في غذائهم اليومي على الخبز المصنوع من دقيق “التيف”، وهو جزء لا يتجزأ من الإرث المحلي؛ لكنه أصبح حاليا يلقى رواجا عالميا لمحبي أصناف التغذية العضوية عالية القيمة الغذائية.
ويستخدم التيف، وهو من عائلة الذرة البيضاء المزروعة خصوصا في منطقة القرن الإفريقي وإثيوبيا وإريتريا المتجاورتين، دون أي منطقة أخرى، في صناعة خبز “الانجيرا” الذي يستهلك في إثيوبيا مع كل الوجبات تقريبا.
وأصبح هذا الخبز حاليا، يلقى قبولا ورواجا في عدة دول، وبات يمثل عنصرا رئيسيا للصادرات الإثيوبية إلى الخارج.
– صادرات للشرق والغرب
ويقول “هيلو تسما”، المدير التنفيذي لشركة “ماما فريش”، وهي إحدى الشركات الإثيوبية الخاصة المصدرة للإنجيرا، إن الشركة تقوم بتصدير ستة آلاف قطعة إلى دول مختلفة منها استراليا والنرويج والسويد وبريطانيا وكندا ونيجيريا والكويت كل ستة أيام.
وأضاف “تسما” في حديث مع الأناضول، أن هناك شركات أخرى تعمل في تصدير الإنجيرا، مشيرا أنه يتم حاليا تصدير نحو 30 ألف قطعة بشكل عام إلى واشنطن ونيويورك يوميا.
وتابع: “الطلب على التيف يزيد شهريا بنسبة 10 – 15 بالمائة.
“الإثيوبيون فخورون بهذه الحبوب، لأنها فضلا عن كونها جزءا من هويتهم، باتت تجذب الانتباه خارج حدود البلاد أيضا.. ولم يعد الطلب مقتصرا على الإثيوبيين فقط”، بحسب تسما.
فيما كشف مدير الشركة، عن خطة طموح للحكومة الإثيوبية، تسعى من خلالها إلى تصدير التيف والإنجيرا إلى الخارج؛ متوقعا أن يبدأ تنفيذ الخطة في غضون عامين من الآن (دون توضيح تفاصيلها).
– هدية للعالم
من جانبه، اعتبر أسياس ليما، نائب رئيس برنامج الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة الإثيوبية، أن التيف “هدية مفضلة تقدمها إثيوبيا للعالم”.
وقال ليما للأناضول، إنه لا يوجد اليوم بيتا من بيوت الإثيوبيين يخلو من الإنجيرا، التي تصنع من التيف.
وتأتي نسبة 90 بالمائة من الصادرات العالمية لمحصول التيف من إثيوبيا، إذ يعمل نحو 6 ملايين و500 ألف مزارع إثيوبي في محصول التيف، وينتجون نحو 44 مليون كنتال (الكنتال يعادل 100 كيلوجرام) من المحصول بشكل سنوي للاستهلاك المحلي أو للتصدير.
ويتميّز التيف بأنه يحتوي على نشويات وبروتينات ومعادن وألياف عالية الجودة والقيمة الغذائية؛ ومنه نوعان رئيسيان: التيف الأسمر الذي يتميّز بنكهته القويّة ويتناوله العامّة، والتيف العاجي خفيف النكهة الذي تتناوله الطبقات الغنية في إثيوبيا.
وبحسب خبراء، يعتبر التيف مثالي لمرضى السكري أو الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الامتصاص المعوي.
الأناضول