أخبار
إطلالة من دوحة العرب قطر تجمع الشتات الصومالي في المهجر 2024
تشرفت بالمشاركة في مؤتمر المغتربين الصوماليين 2024، والذي استضافته مدينة الدوحة بقطر خلال الفترة 22 إلى 24 يوليو 2024، بدعوة من إدارة المغتربين في الوزارة الخارجيةوالتعاون الدولي بجمهورية الصومال الفيدرالية بواسطة سعادة السفير استاذي الدكتور محمد احمد شيخ على سفير الصومال لدى دولة قطر الشقيقة الذي أشكره على حسن الاستفبال وكرم الضيافة، بالإضافة إلى خبرته الطويلة في مجال تنظيم المؤتمرات العلمية الدولية، وشارك في المؤتمر نخبة من المسؤولين والخبراء في مجالات الاقتصاد والسياسة والشؤون الاجتماعية والثقافة، إلى جانب قادة المجتمع المدني من العلماء والباحثين والشعراء، وأعضاء منتخبين في دول المهجر من أصول صومالية.
افتتح المؤتمر دولة رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية، سعادة السيد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، وبمشاركة وزير الخارجية والتعاون الدولي، سعادة السفير أحمد معلم فقي أحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي.
وفي ذات السياق أكد سعادة السفير/ الدكتور محمد احمد شيخ علي في كلمته الافتتاحية على أهمية الاستفادة من خبرات المغتربين الصوماليين ومواردهم لتحقيق التنمية المستدامة في الصومال. كما أشار إلى أن السفارة تعمل جاهدة لتعزيز التواصل بين الجاليات الصومالية والوطن الأم، مشددًا على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه الجالية في دفع عجلة النمو والازدهار في الصومال.
شهد المؤتمر الهادف إلى تعزيز الحوار الشامل حول التعليم، وريادة الأعمال، والثقافة، والهوية، بالإضافة إلى تمكين الشباب وتشجيع العودة والاستثمار في الصومال، شهد حضوراً واسعاً من الشتات الصومالي في المهجر من مختلف أنحاء العالم، وقد تمت مناقشة مجموعة من القضايا المهمة أثناء أيام المؤتمر، بما في ذلك التحديات والفرص لدى الصوماليين في المهجر:
• استراتيجية تعزيز الانتماء والولاء الوطني لدى المهاجرين الصوماليين
• تعزيز الوحدة الوطنية ودور المغتربين في الحفاظ عليها،
• تفعيل أوجه التعاون بين المغتربين سعياً لتحقيق الازدهار.
• الاستفادة من خبرات وإبداعات المغتربين في مجالات ريادة الأعمال
• تطوير التعاون الاستراتيجي بين حكومتي الصومال و قطر
• تحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة للمغتربين والمسافرين.
• تفعيل دور المغتربين في تعزيز اللحمة الوطنية والحفاظ على السيادة الصومالية.
وكذلك صاحبت نقاشات المؤتمر مجموعة من العروض الفنية والثقافية ومعارض للكتب والفنون التشكيلية، بجانب تسليط الضوء على قصص نجاحات بعض المغتربين الصوماليين في المهجر.
تكمن أهمية هذا المؤتمر في الاهتمام المتزايد بقضايا المهاجرين الصوماليين خاصة قضية الولاء والانتماء الوطني للمهاجرين في أوروبا وأمريكا، كذلك تنامي وتصاعد ظاهرة التنازع في الشعور بالانتماء الولاء الوطني ما بين الدولة الأصل ودول الإقامة نتيجة ظهور الأجيال الجديدة المولودة في أوروبا وأمريكا ضعيفة الاتصال بالصومال، كما نجد أن هناك تحولات وتغيرات أثرت على انتماءات وولاءات المهاجرين أنثروبولوجيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا. لهذا كان لزاماً على الحكومة الصومالية متمثلة بوزارة خارجية جمهورية الصومال الفيدرالية البحث عن الحلول لمعالجة مشكلات وتحديات الانتماء والولاء الوطني لدى المهاجرين الصوماليين وإيجاد الحلول بمحاولة التفكير في وضع إطار عام لاستراتيجية تخدم تعزيز وتقوية الانتماء والولاء الوطني لدى المهاجر الصومالي، وكذلك رصد الجهود المبذولة في دول الاقامة في أوروبا وأمريكا في المحافظة على الولاء والانتماء الوطني للمهاجرين الصوماليين. وفي رأي تتمحور مشكلة الشتات الصومالي في المهجر حول ظاهرة تناقص وضعف الانتماء والولاء الوطني لدى بعض صومالي المهجر والخوف من تفاقم وتزايد هذه المشكلة في الأجيال القادمة خاصة ما بعد الجيل الثالث للمهاجرين، وربما يعتبر ضعيف الارتباط بالحبل السري الذي يغذي الانتماء والولاء الوطني الصومالي، وعليه فإن سؤال المشكلة هو : إلى أي مدى يمكن التفكير في وضع استراتيجية شاملة تحل مشكلة ضعف الانتماء والولاء الوطني لدى صومالي المهجر؟
إلى جانب مناقشات المؤتمر، تم أيضاً تنظيم زيارات ميدانية لبعض المعالم التاريخية لدولة قطر الشقيقة كالمتحف القطري الإسلامي، والمواقع الأثرية في قطر، والمطبق القطري الأصيل حيث اسمتع المؤتمرون بتذوق أشهر مأكولات المطبخ القطري في الدوحة
في الختام أعرب المؤتمرون عن شكرهم وتقديرهم لدولة قطر الشقيقة على استضافتها لمؤتمر المغتربين الصوماليين 2024، بالإضافة إلى دوره قطر الرائد في دعم مسيرة بناء الدولة في الصومال في إطار التعاون الاستراتيجي بين حكومتي الصومال وقطر. ويأتي الدور القطري فيما يتعلق بالمسألة الصومالية بشكل عام، ودعم مسيرة بناء الدولة على وجه الخصوص، في إطار دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية تجاه القضية الصومالية.
وفي إطار توثيق العلاقات الصومالية القطرية، ثمن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، مواقف دولة قطر الداعمة للصومال في مختلف المجالات السياسية والأمنية، والاجتماعية الإقتصادية، من خلال دعم برنامج إعفاء الديون، ودعم المشاريع التنموية والبنية التحتية كالطرق، وإعادة تأهيل المرافق الحكومية، وكذلك في إطار التعاون لمواجهة الأزمات المختلفة والاستجابة للنداءات الإنسانية.
وتجدر الإشارة هنا بأن استضافة دولة قطر” مؤتمر المغتربين الصوماليين 2024 “يندرج في إطار دورها البناء في دعم مسار النهضة والتنمية والاستقرار في الصومال على المستوى الإقليمي والعالمي على حد سواء، والتزامها الدائم بالوقوف إلى جانب الشعب الصومالي وحشد جهود المجتمع الدولي لتقديم دعمه الكامل لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف، وإنهاء ومنع النزاعات المسلحة، وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي بما يتفق مع القوانين الدولية.
وأشار رئيس وزراء الصومال، السيد حمزة عبدي بري، إلى أن الصومال لا تنظر إلى قطر كشريك فقط، بل كحليف استراتيجي وصديق يمكن الاعتماد عليه، معربا عن تطلعه لمزيد من التعاون والتكامل في مختلف المجالات لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وشدد في هذا السياق على أن الصومال يعمل على تعزيز التعاون القائم مع دولة قطر على المستوى الثنائي، ويتطلع أيضًا إلى توسيعه ليشمل مجالات ذات الاهتمام المشترك مثل التعليم والثقافة وتنمية الثروة البشرية، ومكافحة الفكر العنيف والمتطرف، وجهود إعادة بناء البلاد لتعزيز السلام والاستقرار ودعم خطوات التنمية المستدامة، والتعاون في مجالات التجارة والاستثمار في القطاعات المختلفة للاستفادة من الثروات الوطنية الغنية فيها بما فيها 3333 كم من السواحل الغنية بالثروة السمكية ومصادر الطاقة، وما يقارب 8.5 مليون هكتار من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، وما يقارب 40 مليون رأس من الإبل والغنم والبقر وغير ذلك من الفرص في قطاعات الطاقة المتجدة والصناعات المختلفة، وذلك من خلال تفعيل وتعزيز اللجان المشتركة بين حكومتي البلدين وتنفيذ كافة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين لمضاعفة التنسيق والتعاون في القضايا التي تهم الشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع.
هذا، وثمن المؤتمر الدور البارز الذي يلعبه المغتربون في البرامج التنموية والتجارية في البلاد، وشدد على ضرورة تعزيز قدراتهم وتوسيع نطاق تعاونهم، كما أكد المؤتمر على أهمية الابتكار الثقافي والتجاري من قبل المغتربين في المساهمة بتطوير المؤسسات التنموية والتجارية في البلاد. .
وأخيرا دعا المؤتمر إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، الصومال وقطر. والتي تشهد تطوراً ملحوظاً وذلك بما يخدم مصالح البلدين والمنطقة.
خاتمة
يعتبر مؤتمر الصوماليين في المهجر والذي استضافته دوحة العرب بادرة مهمة في مسار بحث دور المغتربين الصوماليين في المهجر وأهمية الارتباط بتحديات المرحلة الراهنة واستشراف المستقبل في استرايتيجية تعمل في مسارين، دورهم في الاسهام في البناء وإعادة الإعمار، ودور مؤسسات الدولة تجاه المغتربين والمهاجرين، وحسناً فعل سعادة السفير دكتور محمد شيخ علي، فقد حرك ساكنا، ورمى بالكرة في ملعب عدد من العمنيين بالأمر، والمجتمع الصومالي مجتمع فاعل مترابط، لديه الكثير من الميزات التي تؤهله ليعيد الصومال إلى عهده الأول، مستفيدا من كل الميزات الجيوسياسية والجيواسترانتيجية التي يتمتع بها البلد.
ومن الضروري أن تتوسع دائرة المشاركة، والبناء على نتائج هذا المؤتمر الذي أتوقع أنه قد هيأ الأرضية المناسبة لدور أكثر فاعلية للصوماليين في المهجر وهم كثيرون عددا وفاعلون عملاً وحاضرون فعلاً والساحات الدولية شاهدة على ذلك.
المصدر : افروبوليسي