أخبار

جيش نيجيريا يقتل «الإرهابي» يولو جامبروس في قصف جوي

أعلن الجيش النيجيري أنه نجح في القضاء على الزعيم «الإرهابي» يولو جامبروس، وهو زعيم فصيل «إرهابي» متورط في عمليات اختطاف رهائن وقتلهم في مناطق عديدة من شمال نيجيريا، وذلك خلال ضربة جوية استهدفت قارباً كان على متنه هو ومجموعة من مقاتليه.

وكان الناطق باسم الجيش النيجري إيدوارد كابكويت، قد أعلن أمس الاثنين أن الزعيم «الإرهابي» قتل يوم 06 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حين حاول استغلال حادثة قصف خاطئ نفذه الجيش مطلع الشهر الحالي في قرية تابعة لولاية كادونا، قتل فيه 85 مدنياً، معتقداً أن بإمكانه التحرك دون رصده بسبب تعليق أنشطة سلاح الجو.

وأوضح المتحدث باسم الجيش أنه من غير المعهود أن يتحرك الزعيم «الإرهابي» وسط مجموعة كبيرة من مقاتليه في وضح النهار، مؤكداً أنه من الواضح أن جامبروس» كان يعتقد أن الطيران الحربي لن يكون قادراً على تنفيذ ضربات جوية جديدة بسبب الحادثة التي أثارت الكثير من اللغط، وأحرجت الجيش كثيراً.

وقال الجيشُ إن يولو جامبروس الذي يوصف بأنه واحد من أكثر «الإرهابيين» طلباً في نيجيريا، قتل حين كان يحاول عبور أحد الأنهار في منطقة شيرورو التابعة لإقليم النيجر، شمال غربي نيجيريا.

وأوضح الناطق باسم الجيش النيجيري أن الزعيم «الإرهابي» كان يتحرك مع مجموعة من مقاتليه في إقليم زامفارا، ثم توجهوا نحو إقليم النيجر، وكانوا على متن 13 دراجة نارية، وحين وصلوا إلى منطقة كيساسو في إقليم النيجر التحق بهم خمسة إرهابيين على متن دراجات نارية أخرى، ليصل العدد الإجمالي إلى 18 دراجة نارية، انطلقوا معاً نحو نهر جيكودنا في إقليم النيجر.

وأضاف المتحدث باسم الجيش أنه «عند ضفة النهر صعد (الإرهابيون) ودراجاتهم النارية على متن زوارق كبيرة، وبدأوا عبور النهر نحو الضفة الأخرى حيث كانت تنتظرهم مجموعة أخرى من (الإرهابيين)».

وأوضح أنه حين صعد الزعيم (الإرهابي) على متن الزورق الأخير «صدرت تعليمات بالتدخل، ليتم قصف الزورق من طائرة تابعة لسلاح الجو، وهي العملية التي نجحت بعد تدمير الدراجات النارية وغرق الزورق والقضاء على ركابه».

وأضاف: «ليس من المعهود أن يتنقل (الإرهابيون) في مجموعة تتكون من 18 دراجة نارية وفي وضح النهار، ولكن من الواضح أن يولو جامبروس ومقاتليه ظنوا أن الضربات الجوية تم تعليقها بسبب الحادث المؤسف الذي وقع في إقليم كادونا، وحاولوا بالتالي استغلال الفرصة للتنقل».

وقال إن «الإرهابي»، المعروف لدى الأوساط الأمنية باسم «جامبروس الأصفر»، هو المسؤول عن الكثير من عمليات الاختطاف والقتل على امتداد الطريق ما بين العاصمة أبوجا وإقليم كادونا، كما نفذ عمليات إرهابية في أقاليم كادونا والنيجر وكاتسينا وزامفارا.

في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020، أوقفت الشرطة النيجرية محمد ساني، وهو قائد مجموعة «إرهابية» مختصة في اختطاف المدنيين، تورط في قتل 50 رهينة بسبب عدم حصوله على فدية، وخلال التحقيق معه أكد أنه يعمل لصالح يولو جامبروس، الذي وفر له ملابس الشرطة والجيش، بالإضافة إلى السلاح لتنفيذ عمليات الاختطاف.

ونشرت الصحافة المحلية في نيجيريا اليوم (الثلاثاء) معطيات جديدة حول العملية العسكرية التي قتل فيها يولو جامبروس، المعروف بأنه لا يتأخر في قتل رهائنه حين تتأخر عنه الفدية.

ونقلت الصحف المحلية عن مصدر عسكري أن مقتل الزعيم «الإرهابي» جاء بعد «تحديد موقعه ومراقبته لعدة ساعات»، وأشار المصدر نفسه إلى أن أوامر القصف صدرت بعد تعبئة وحدات عسكرية على الأرض، تدخلت بعد قصف الزورق لملاحقة المجموعة «الإرهابية» على الضفة الأخرى من النهر.

ونقلت الصحف المحلية شهادة أحد الناجين من العملية العسكرية، مشيرة إلى أنه أحد السكان المحليين وأرغمه «الإرهابيون» على أن يكون دليلهم خلال عبور المنطقة، وذلك بعد أن اختطفوا عدداً من أفراد أسرته.

وقال الناجي من العملية: «لقد اختطفوا بعض أفراد عائلتي لضمان عبور المنطقة وتجاوز النهر بسلام، بعد أن هددوه بإعدامهم إذا تم الإبلاغ عنهم»، وأضاف: «لم أكن على علم بطبيعة المهمة التي يريدون تنفيذها في المنطقة، لكني كنت مرغماً على توفير زوارق لعبور النهر، وقد عبر على متن كل زورق أربعون إلى خمسين شخصاً منهم».

وأضاف الشاهد على العملية: «لم أكن أعرف هوية الأشخاص الذين رافقتهم، ولكن من الواضح أن من بينهم شخصية مهمة، بالنظر إلى الاحتياطات التي كانوا يتخذون والحراسة التي يفرضون على تحركهم».

وأوضح أن «الزورق الأخير كان على متنه 56 شخصاً، من بينهم زعيم المجموعة، وأجانب ينحدرون من دول مجاورة، حسب اللكنة التي يتحدثون بها، وقد نجا من القصف تسعة فقط، كانوا مصابين بجراح متفاوتة الخطورة».

ولم ينشر الجيش أي تفاصيل حول الناجين من العملية العسكرية، ولا حول هويات الأجانب الذين كانوا موجودين على متن الزورق.

وتعاني نيجيريا منذ 2009 من تصاعد الأعمال الإرهابية التي تقف خلفها مجموعة «بوكو حرام»، والتي بايعت قبل سنوات تنظيم «داعش»، ولكن الدولة الأكبر كثافة سكانية في أفريقيا والاقتصاد الأقوى في غرب القارة السمراء، تعاني أيضاً من شبكات إجرامية تنشط في اختطاف الرهائن وأخذ فدى مقابل الإفراج عنهم، وهو ما يعتقد مراقبون أنه أحد أهم مصادر تمويل الإرهاب في المنطقة.

اترك تعليقاً

إغلاق