تزايد العنف في مدينة نيالا بغرب السودان ومناطق أخرى بولاية جنوب دارفور، مما يهدد باكتواء المنطقة بنيران الحرب المستعرة منذ شهور.
وقال شهود عيان في تصريحات لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أحدث موجة من الاشتباكات استمرت ثلاثة أيام وأطلق خلالها الجيش وقوات الدعم السريع قذائف مدفعية على أحياء سكنية. وتسبب الأعمال القتالية في تدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات.
وأشار الشهود إلى اندلاع قتال في منطقة كبم التي تبعد نحو 100 كيلومتر غربي نيالا مما أودى بحياة العشرات من الأشخاص.
وذكرت هيئة محامي دارفور ان رجالا من قبيلة عربية ومجهزين بمركبات تابعة لقوات الدعم السريع هاجموا المنطقة وأحرقوا جزءا من سوق كبم وداهموا مركز الشرطة في هجوم على قبيلة عربية أخرى.
وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا.
وتابعت «تنبه الهيئة المكونات الاجتماعية بدارفور من خطورة نقل الصراعات المسلحة إلى دارفور… وعدم الانجرار في الصراعات التي دوافعها السلطة بالمركز (بالأساس)».
وتسبب الصراع في اندلاع معارك يومية بشوارع العاصمة الخرطوم وتجدد الهجمات العرقية في ولاية غرب دارفور ونزوح أكثر من أربعة ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.
ويهدد القتال العنيف في دارفور بإعادة الإقليم إلى الصراع الدامي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما ساعدت ميليشيات «الجنجويد» الجيش في سحق تمرد مجموعات أغلبها غير عربية. وولدت قوات الدعم السريع من رحم تلك الميليشيات.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد أسفر الصراع في دارفور عن مقتل نحو 300 ألف شخص. وتطلب المحكمة الجنائية الدولية تسليم مسؤولين سودانيين لمحاكمتهم بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وحذر فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان في يوليو المنصرم من أنه لم تظهر أي بوادر على إمكانية الوصول لحل سريع للصراع، وهو ما «يهدد بالتحول إلى حرب أهلية عرقية».
وفشلت جهود الوساطة الديبلوماسية حتى الآن، واستغل الطرفان فترات وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الصفوف.
المصدر: وكالات