أخبار
معركة السيطرة على الخرطوم المشهد السوداني في الأسبوع الخامس 23 مايو 2023
لم تتوقف الحرب في الخرطوم رغما عن الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية ولم تلتزم أطراف الصراع بما وقعت عليه في جدة، ولم يتغير على الأرض شيء مع ارتفاع حجم الدمار وازدياد نسبة الخروج من الخرطوم إلى المناطق الآمنة او إلى دول الجوار ، فيكف يبدو في الأسبوع الخامس .
الموقف العملياتي
تتفاوت حجم العممليات العسكرية في مدن العاصمة الثلاث، وعلى الرغم من أن الحرب ما تزال على نفس الوتيرة التي بدأت بها منذ الأيوم الأول وهو استخدام الجيش للضؤبات الجوية في المناطق التي تستهدفها قوات الدعم السريع، أو التي تتجمع فيها، ففي الأسبوع الخامس للحرب ووفق التقارير المتواترة فإن الحرب تركزت على مناطق شمال مدينة بحري في أحياء الكدرو والحلفايا، امتدادا إلى مصفاة البترول، والمنطقة الصناعية بقري.
وفي الخرطوم في المناطق الجنوبية حيث تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على مقر الاحتياطي المركزي بجبل أولياء، كما جرت مناوشات في مناطق جبرة والصحافة، وفي أم درمان ما زالت قوات الدعم السريع تحاول السيطرة على سلاح المهندسين، ومناطق الصالحة حيث كان لها تمركز قوي في السابق، هذا غير الغارات القوية التي شنتها الطائرات الحربية على مناطق في شرق النيل بما فيه مستشفى شرق النيل الذي شيطرت عليه قاوت الدعم السريع منذ اليوم الأول للحرب، يضاف إليه محاولات السيطرة على الجسور الرئيسية التي تتحكم في منافذ العاصمة ومدنها الثلاث
وفي غرب السودان جرت محاولات للدعم السريع لتجميع قواتها والهجوم على المدن التي خرجت منها مثل الأبيض والجنينة ولكن حسب بيانات القوات المسلحة اتلسودانية فإن كل الخطط باءت بالفشل، إضافة إلى ضرب الطيران الحربي لقوافل عسكرية قادة من إفريقيا الوسطى لإسناد قوةات الدعم السريع التي تقاتل في الخرطوم منذ الخامس عشر من أبريل الماضي وتاعني انقطاع الإمدادات في مختلف المجالات.
اعتداءات وتخريب
وفق بيانات الجيش السوداني فإن قوات الدعم السريع قد قامت بتدمير كلية الأحفاد الجامعية بأم درمان وكلية النهضة الجامعية بالخرطوم، إضافة إلى اقتحام السفارة القطرية بالخرطوم والسفارة الأردنية.
الدعم السريع وحملة الاعتقالات
بدأت قوات الدعم السريع حملة اعتقالات لعدد من القيادات السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي، حيث اعتقلت الدكتور محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون ورئيس التيار الإسلامي العريض وعدد من رفاقه في حزب دولة القانون، كما اعتقلت قوات الدعم السريع القيادي في المؤتمر الوطني المحلول اللواء أنس عمر والقيادي مجاهد العباسي، وفي الأسابيع السابقة اعتقلت ايضا دكتور حاج آدم النائب الأسبق للرئيس المعزول البشير والدكتور أحمد إبراهيم غندور نجل رئيس المؤتمر الوطني المحلول.
وفي بيان للحزب حول اعتقال اللواء أنس عمر قال: “ واستمرارا لنهجها الهمجي والعبثي في تزييف الحقائق ،ومحاولاتها المستميتة في تحقيق انتصار زائف يرفع الروح المنهارة لجنودها الذين تفرقوا أيدي سبأ للاحتماء بالمؤسسات الخدمية والمستشفيات ومنازل المواطنين العزل_خرجت علينا اليوم بظهور فيديو للقيادي بالحزب/أنس عمر وإلباسه زيا عسكريا على الرغم من أنها اعتقلته بملابس مدنية بمنزله، وإرغامه تحت التعذيب للحديث حول علاقته بالتخطيط لإسقاط الحكومة مع القوات المسلحة في مزاعم وتلفيق لا يفوت على فطنة السودانيين”.
قرارات البرهان
أصدر الفريق البرهان باعتباره القائد العام للقوات الميلحة قرارات قضت بعزل الفريق محمد حمدان دقول من منصب نائب ئيس المجلس السيادي، دون تجريده من رتبته العسكرية وهو ما اعتبر البعض قصور في القرار، كما أصدر قرارات قضت بتعيين الفريق أول شمس الدين الكباشي إبراهيم نائبا للقائد العام لقوات الشعب المسلحة، والفريق أول ركن ياسر عبد الرحمن العطا مساعدا للقائد العام للقوات المسلحة، والفريق بحري مهندس إبراهيم جابر إبراهيم مساعدا للقائد العام للقوات المسلحة، وعين الفريق مالك عثقار إير نائبا لرئيس المجلس السيادي بدلا لقائد الدعم السريع الذي كان يشغل هذا الموقع.
تدهور الأوضاع في القطاع الصحي
قالت منظمة أطباء حول العالم بأن الخسائر الأولية للقطاع الصحي في السودان منذ انلاع الحرب بلغت حوالى 800 مليون دولار، متمثللا في المستشفيات والموافق الصحية ومصانع وشركات الأدوية الطبية وفصف وإخلاء 24 مشفى واتخاذها ثكنات عسكرية من قبل قوات الدعم السريع. وتفيد المنظمة بأن الخدمات الطبية توقفت في 63 مستشفى ومؤسسة علاجية بالخرطوم، وسيطرت مليشيا الدعم السريع 17 مخزن للأدوية الطبية المركزية، وقتل ما لا يقل عن 14 طبيب وكادر طبي، كما اختفى 11 من الكادر الطبي، واستولت كذلك على مخازن لثلاث منظمات طبية، وسرقة 13 سيارة من الهلال الأحمر السوداني ومنظمة أطباء بلا حدود، وتأثر بالقثف 16 مستشفى ومرفق صحي بغرب السودان ويعتبر القطاع الصحي من أكثر القطاعات تأثرا لوجود عدد كبير من الجرحى لدى قوات الدعم السريع بحاجة ماسة للتطبيب والعلاج ويتسع الفتق فيه كل يوم، ما دع أعداد كبيرة من المرضى للجوء إلى الولايات الآمنة طلبا للعلاج. 80 قبيلة توقع وثيقة تراضي في دارفور .
وقعت أكثر من 80 قبيلة على وثيقة العقد الاجتماعي والتراضي المجتمعي بولاية جنوب دارفور من أجل وقف الحرب وإعادة الحياة المدنية تحت شعار: “معا لا للحرب معا نحو السلام ووقف الاقتتال حيث سلم المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بقيادة الناظر التوم الهادي عيسى دبكة الوثيقة للسيد والي ولاية جنوب دارفور حامد محمد التيجاني وجاء أهم البنود فيها:
– التعاهد على وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية
– محابرة المتفلتين
– منع ومحاربة التكتل على أساس قبلي
– محاربة ورفض خطاب الكراهية
أشاد الوالي بالمبادرة وقال أن الإدارة الأهلية تُعدعصب الحياة وصمام الأمان وان المبادرة تمثل طوق نجاة وتصلح أم تكون خارطة طريق وموجه لحل المشاكل الوطنية بالبلاد.
مستشاد حميدتي يزور دول الجوار
حط يوسف عزت مستشار حميدتي في جوبا خلال الأسبوع المنصرم حيث التقى الرئيس سلفا كيرميارديت بحضور المستشار المني لسلفا وقدم تنويرا حسب تقارير صحفية عن سيطرة الدعم السريع على 90% من الخرطوم إضافة إلى القصر الجمهوري والقيادة العامة وقيادة القوات البرية والإذاعة والتلفيزيون وقيادة المدرعات، وأبدى استعدادهم للسلام بشرط وقف إطلاق النار، وغادر بعدها إلى أوغندا للقاء الرئيس يودي موسيفيني، في جولة فسرها المختصون، بما تعانيه قوات الدعم السريع من ضربات ممتاية وحصار وانقطاع عن الامداد وانها اصبحت بحاجة إلى إعادة ترتيب وضعها، ولا يستبعدون طلب الدعم السريع من قادة هذه الدول وقف إطلاق النار ربما مقابل خروج الدعم السريع الآمن إلى خارج الخرطوم.
الأبعاد الإقليمية والدولية
في تقارير تداولتها الوسائط السودانية عن تقارير نشرتها المخابرات الأمريكية والفرنسية افادت بان مجموعة فاغنر أرسلت اسلحة خفيفة ومدافع مضادة للطائرات من جمهورة إفريقيا الوسطى إلى قوات الدعم السريع، وتم رصد نشاط عناصر فاغنر على طول الشريط الحدودي بين السودان وإفريقيا الوسطى وحسب هذه التقارير فإن حسن بوبا وهو وزير الثروة الحيوانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، قد وقع صفقة مع قائد الدعم السريع لتأمين المناطق الشمالية من جمهورية إفريقيا الوسطة، وفي وقت سابق أفادت التقارير أن المحاولات الأولى لإيصال الإمداد للدعم السريع بدأت عبر ليبيا ولكن قطع الجيش السوداني خطوط الدعم بالاستيلاء على قاعدة ال.. في الحدود بين السودان وليبيا.
السودان في أجندة قمة الجامعة العربية 32
قدم خطاب السودان إنابة عن الفريق البرهان السفير دفع الله الحاج يوسف، الذي قال إن الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي حالت الظروف دون حضوره بإنشغاله بقيادة معركة الكرامة ضد التمرد في الحرب التي فُرضت عليهم، وشدد الحاج يوسف على أنه “لا مجال للتشكيك في قدرة الجيش السوداني على حسم وإنهاء التمرد”، واستطرد: “كنا قادرين على حسم التمرد سريعا لكن الدعم السريع اتخذ المواطنين دروعا بشرية”.
وأضاف نشعر بالقلق من غض المجتمع الدولي الطرف عن انتهاكات حركة التمرد وأكد على أن “السودان يثق في وقوف الجامعة العربية معه ومساندته في إعمار البلاد التي تضررت جراء الحرب.
وجاء في البيان الختامي للقمة بالشأن السوداني: التضامن الكامل مع السودان للحفاظ على سيادته ووحدته ،والتأكيد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف ورفع المعاناة عن الشعب السودانى والمحافظة على مؤسسات الدولة الوطنية.
الاستجابة الإنسانية
تفيد تقارير المفوضية السامية لشئون اللاجئين بأن هناك 700 شخص لقو حتفهم جراء الحرب الدائرة وجرح حوالى 5300 شخص ونزوح ما لا يقل عن مليون شخص ولجوء اكثر من 200 ألف إلى دول الجوار، واطلقت خطة الاستجابة الإنسانية للصراع في السودان والتي تقول انها تتطلب مليارين وستمائة ألف دولار لتغطية الذين لجأوا إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، وأن الأزمة تجاوزت السودان إلى أن أصبحت أزمة إقليمية في ظل شح المياه والغذاء والنقص الحاد في الاجتياجات الأساسية.
وتفيد المفوضية إلى أنه تم الوصول إلى أكثر من 300 ألف شخص بالمساعدات الغذائية في ولايات القضارف وكسلا والنيل الأبيض وشمال دارفور وشرق دارفور وأج الجزيرة منذ أن استأنف برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه عمليات التوزيع الطارئة في أوائل مايو. في ولاية أج الجزيرة ، حيث وصل أكثر من 59000 نازح ، يستهدف برنامج الأغذية العالمي 23000 شخص بالمساعدات الغذائية ، بحيث تصل إلى كل من العائلات النازحة حديثًا ، والتي تستمر في الوصول كل يوم ، والمجتمعات الضعيفة التي تستضيفهم ، في حين أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يقوم الشركاء والشركاء بنقل أكثر من 3500 شخص فروا من القتال في الخرطوم إلى ود مدني إلى المخيمات من أجل السلامة وتوفير الخدما
وفي 20 مايو الجاري أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن تقديم أكثر من 150 مليون دولار للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين تشمل المساعدات الغذائية والطبية الملحة. وقالت جماعات إغاثية محلية إنها أصبحت غير قادرة على تقديم مساعدات كافية في العاصمة الخرطوم في ظل غياب ممر آمن وضمانات أمنية للمواطنين.
تجديد وقف إطلاق نار لأسبوع آخر
أعلنت الوساطة الأمريكية السعودية أن الأطراف المتقاتلة وافقت على وقف إطلاق نار جديد لمة أسبوع بيدأ الإثنين 22 مايو 2023، وأعلنت الوساطة عن توقيع ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الهدنة، وتعهدهم بعدم السعي لتحقيق مكاسب ميدانية خلال الساعات الـ48 التي تسبق بدء الهدنة الإنسانية.
وذكر البيان أن وقف النار يمكن تمديده بموافقة الطرفين اللذين اتفقا أيضا على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية وسحب القوات من المستشفيات والمرافق الأساسية. بحسب وكالة سونا كشف البيان أن الهدنة الإنسانية ستخضع لآلية مراقبة دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة والسعودية بعكس الهدنات السابقة، كما طالبت واشنطن والرياض الأطراف بالالتزام الكامل بتنفيذ إتفاق الهدنة وإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة.
خاتمة
يصر الجيش السوداني على أنه يمضي في حسم الحرب وتمرد قوات الدعم السريع وفق خطته التي تتجنب أكبر قدر من الإضرار بالمدنيين، في ذات الوقت يشتكي ساكني الخرطوم من اقتحامات للمنازل ونهب محتوياتها
المصدر: المركز الافريقي للابحاث ودراسة السياسات