أخبار
إفريقيا تشعل المنافسة بين الصين وأمريكا لضمان الموارد الطبيعية
تتواصل الصراعات الخفية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على القارة السمراء، وضمان أكبر حصة لكل منهما من الموارد الطبيعية، في ظل استمرار التقارير الاقتصادية، التي تؤكد أن الأدغال الإفريقية غنية بكل متطلبات القطبين الاقتصاديين الأكبر عالميًا، من مواد خام، وموارد طبيعية يمكن استخدامها في الحصول على الطاقة النظيفة والمتجددة.
وما أن تولى وزير الخارجية الصيني الجديد تشين جانج؛ مهام عمله خلفًا لسابقه، وانج ييّ، إلا وحزم أمتعته متوجهًا إلى القارة الإفريقية – في أول زيارة خارجية له، لتحط طائرته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا – مقر الاتحاد الإفريقي، ومنها إلى كل من أنجولا وبنين والجابون، وختامًا بمصر.
المنافسة الصينية الأمريكية في إفريقيا
وتسعى بكين إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع القاهرة، إذ قال وزير خارجيتها خلال مؤتمر صحفي له برفقة سامح شكري وزير الخارجية، إن دول الشرق الأوسط وشعوبها في السنوات الأخيرة؛ تقوم بالنهوض والتنمية والدعوة لتبادل الحضارات، موضحًا أنه ما زال هناك عناصر جديدة لعدم الاستقرار، مؤكدًا أن بلاده تدعو إلى ضرورة استقرار البلاد وأمنها.
الصراع الصيني الأمريكي
على جانب آخر أعلنت واشنطن قبل انتهاء زيارة وزير الخارجية الصيني من القارة السمراء، أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، ستلتقي مع مسؤول صيني رفيع المستوى يُدعى ليو هي خلال الأسبوع الجاري، في محاولة منهما لإحياء العلاقة التي تمثل جُزءًا كبيرًا من النشاط الاقتصادي العالمي، حسب ما أوضحت صحيفة الواشنطن بوست.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين الصيني والأمريكي؛ سيلتقيان بمدينة زيورخ في سويسرا، قبل أن تتوجه الوزيرة الأمريكية إلى زيارة للقارة الإفريقية، في جولة تهدف جزئيًا إلى مواجهة نفوذ الصين في القارة.
وتتوجه الوزيرة الأمريكية إلى القارة السمراء لإجراء جولة تتضمن السنغال وزامبيا وجنوب إفريقيا، بعد جولة لوزير الخارجية الصيني عززت من خلالها الصين علاقاتها في القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي يجعل الصحاري الإفريقية تشهد صراعًا محتدمًا بين التنين الصيني وغريمه الاقتصادي النسر الأمريكي للسيطرة على الاقتصادات الإفريقية، باعتبارها اقتصادات ناشئة غنية بالكثير من الموارد الطبيعية، إذ تأخذ أمريكا على محمل الجد، كون الصين أول دائن عالمي للدول الإفريقية والسائرة في النمو.
وظلت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لأكثر من عقد من الزمان، في ظل تنافس على النفوذ مع الولايات المتحدة، التي استضافت قادة 49 دولة إفريقية الشهر الماضي، وذلك بالتنسيق بين واشنطن وعواصم الدول الأوربية، وكذلك مع القوى الاستعمارية السابقة مثل بريطانيا وفرنسا، وتضمنت القمة الأمريكية الإفريقية، تأكيدًا لمساعي من الإدارة الأمريكية على مُواجهة التوسع الصيني، وإغلاق المساحات التي تركها الرئيس الأمريكي السابق دوناد ترامب في إفريقيا.
وتستهدف الشركات الصينية؛ العمل في البنية التحتية، البحث العلمي، النقل، خدمات التكنولوجيا، والدخول في مختلف الأسواق؛ الأمر الذي بات سببًا رئيسيًا لإعلان الرئيس الأمريكي الحالي جو بادين إلى إطلاق 4 مبادرات تستهدف إفريقيا، أملًا في العودة إلى سابق نفوذها داخل الصحاري الإفريقية، عبر إعلان 15 مليار دولار ضمن الالتزامات التجارية والاستثمارية والصفقات والشراكات، في مجالات الطاقة المستدامة والأنظمة الصحية والأعمال الزراعية والاتصال الرقمي والبنية التحتية والتمويل، بجانب توقيع العديد من الاتفاقيات مع قادة 47 دولة إفريقية تسعى من خلالها واشنطن إلى منافسة التنين الصين في الأدغال الإفريقية.
وتزايدت المخاوف الأمريكية من النفوذ الصيني في القارة السمراء، بعدما أفصح صندوق النقد الدولي في بيان سابق له، بأن التجارة بين الصين وإفريقيا تقترب من 160 مليار دولار، في حين لم تتجاوز التبادلات التجارية الأمريكية مع ذات القارة نحو 50 مليار دولار – أي ثلث النفوذ الصيني التجاري في القارة السمراء.
المصدر : القاهرة 24