أخبار
“البوليساريو” تصطاد في الماء العكر بتحوير أسباب تأجيل القمة العربية الإفريقية
بعدما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أمس الثلاثاء، عن تأجيل القمة العربية الإفريقية الخامسة، التي كان مقررا أن تستضيفها الرياض في الـ11 من شهر نونبر الجاري، نظرا للتطورات الحالية في قطاع غزة؛ خرجت جبهة “البوليساريو” ببيان حاولت من خلال الركوب على هذا التأجيل، زاعمة أن إصرار بعض الدول الإفريقية على حضور “جمهورية تندوف” كان السبب وراء هذا القرار.
وكعادتها، لم يفت “البوليساريو” أن تتلاعب بالكلمات والحقائق معلنة أن “تأجيل هذه القمة بسبب الإصرار الإفريقي على حضور ممثليها انتصار دبلوماسي بالنسبة لها وفشل مغربي في إقصاء عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي”، في وقت لم يشر فيه الطرف السعودي إلى أي هذه الادعاءات، إذ تناست الجبهة الانفصالية أن الرياض ما كانت لتقبل بأي من الأشكال حضور كيان وهمي في قمة تستضيفها على أراضيها، إذ سبق لها أن انسحبت إلى جانب كل من المغرب والإمارات والبحرين والأردن وقطر واليمن والصومال من القمة العربية الإفريقية الرابعة الذي استضفتها غينيا الاستوائية، ردا على “وضع علم ويافطة باسم الكيان الوهمي”، داخل قاعات اجتماعات القمة حينها.
وضوح عربي وهذيان انفصالي
سعيد بركنان، محلل سياسي، قال إن “قضية الصحراء المغربية أصبحت من القضايا التي تتبناها الدول العربية وعبرت عن موقفها بوضوح دبلوماسي، سواء من لدن الدول العربية أو من لدن الاتحادات الإقليمية العربية على غرار مجلس التعاون الخليجي. ولذلك، وانسجاما مع هذه المواقف تكون قضية الصحراء محددا للعلاقات هذه الدول بالاتحاد الافريقي واللقاء التشاورية أو التعاونية التي تنعقد بينهم”.
وأضاف بركنان أن “المغرب وضح موقفه من ذلك من خلال واقعة تونس التي استضافت القمة الإفريقية اليابانية، وأكد أن المشكل لم يكن في دعوة مفوضية الاتحاد الإفريقي لزعيم جمهورية البوليساريو الوهمية وإنما كان موقفه من تعامل الدولة التونسية من خلال تصرف الرئيس التونسي الذي استقبل رئيس جمهورية الوهم في استقبال رسمي وعلى البساط الأحمر كرئيس دولة حقيقية ودولة عظمى”.
وتعليقا حول مبررات تأجيل القمة العربية الإفريقية، أوضح المحلل السياسي ذاته لهسبريس أن “مبرر التأجيل يكمن في التدفق المتسارع للأحداث التي يعرفها المشرق العربي وكذا أحداث غزة التي تقتضي عقد قمة عربية مستعجلة، كما يكمن في أن تقتضي عقد قمة إسلامية كذلك”، لافتا إلى أن “التأجيل مرتبط بضغط الجدول الدبلوماسي لمجموعة من الدول العربية ارتباطا بما يقع في غزة ولم يكن بسبب مشاركة البوليساريو المحسوم فيها في أمرها سلفا؛ وبالتالي فإن هذا المبرر لا يوجد إلا في الأدبيات السياسية للكيان الوهمي”.
ارتهان دبلوماسي ومواقف راسخة
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتحليل الصراع وتدبير المخاطر، إن “أسباب تأجيل القمة كانت واضحة في بلاغ الخارجية السعودية التي أكدت أنه بسبب تطورات الأحداث في غزة؛ لذا فبلاغ ميليشيا “البوليساريو” وربطه بموقف إفريقي مزعوم هو نوع من الذهان السياسي الذي تعيشه الجبهة نتيجة ارتهانها لدبلوماسية الصور التذكارية لزعيمها في المحافل الدولية واعتبارها لذلك انتصارات دبلوماسية”.
وشدد المتحدث عينه على أن “المواقف العربية في ما يخص قضية الوحدة الترابية هي ثابتة وراسخة منذ عقود، وأية محاولة لتغيير هذه المواقف تتعرض للفشل الذريع سواء في الجامعة العربية أو في المنظمات المرتبطة بها”، لافتا إلى أن “جميع الدول العربية ترفض هذا الكيان الوهمي، ولا تعترف به كما هو الحال بالنسبة لعدد من الدول الإفريقية”.
وأشار البراق، في تصريح لهسبريس، إلى أن “بلاغ ميليشيا “البوليساريو” هو فضيحة دبلوماسية في غياب أي موقف من الاتحاد الإفريقي يتبنى ما جاء له البلاغ سالف الذكر”، مسجلا في الصدد ذاته أنه “من المستحيل قبول حضور “البوليساريو” في قمة عربية إفريقية بسبب العلاقات القوية والمتجذرة بين المملكة المغربية وأغلب الدول العربية، خاصة دول الخليج؛ وبالتالي فإن العلاقات المغربية الخليجية، خاصة السعودية والإماراتية، أكبر بكثير من محاولة دق إسفين فيها”.