أكد خبراء ومحللون أن الاتفاق الذي وقعته الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية المسلح في العاصمة جوبا، السبت، يؤسس لسلام مستدام في البلاد التي عانت لعقود من ويلات الحرب الأهلية.
وشدد هؤلاء الخبراء في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، على ضرورة أن تقود الحكومة الانتقالية تحركات قوية لبدء مفاوضات الحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بزعامة عبدالواحد محمد نور، لإبرام اتفاقيات سلام مماثلة حتى يتسنى وداع الحرب إلى الأبد.
وشملت الاتفاقية المبرمة، نحو 8 بروتوكولات متعلقة بإقليم دارفور، وواحد خاص بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان التي تشهد نزاعا مسلحا منذ العام 2011، بجانب بروتوكولات خاصة بشرق ووسط وشمال السودان.
وأقرت الاتفاقية إشراك أطراف السلام من المعارضة المسلحة في كل مستويات السلطة الانتقالية، ودمج قوات الحركات في الجيش السوداني، وفق بروتوكول الترتيبات الأمنية، بجانب تعويض ضحايا الحرب وإعادة توطين النازحين واللاجئين.
ونص الاتفاق على أن تبدأ فترة السلطة الانتقالية من تاريخ التوقيع عليه على أن تستمر 39 شهرا، مع إعطاء الجبهة الثورية مقعدين بمجلس السيادة و5 مقاعد بمجلس الوزراء و75 مقعدا في البرلمان من أصل 300 مقعد.
وقال المحلل السياسي عمرو شعبان، إن “الاتفاق المبرم، السبت، يؤسس لسلام مستدام في السودان حال تم تنفيذ جميع بنوده التي خاطبت جذور الأزمة والأسباب التي أدت لاندلاع الحرب في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق”.
وأضاف شعبان أن “ما تم يعد إنجازا تاريخيا للسودان وشعبه، وينبغي استكمال هذه الخطوة بإلحاق حركتي الحلو وعبدالواحد نور بالعملية السلمية، لأن من دونهم لم يكن هناك سلام شامل في السودان من واقع ثقلهما السياسي والعسكري”.
وتابع: “الفرصة مواتية حاليا وينبغي اسغلال زخم السلام وقيادة اتصالات قوية مع هذه الفصيلين لبدء مفاوضات معهما للتوصل لاتفاق سلام”.
وخلال مراسم توقيع اتفاق السلام بجوبا السبت، حثت الأطراف المحلية والإقليمية والدولية حركتي الحلو وعبدالواحد نور للانخراط في العملية السلمية لضمان شمولها، بينما تعهدت السلطة الانتقالية بإجراء اتصالات مع الحركتين لإلحاقهما بالسلام”.
وقال المحلل السياسي، حافظ المصري، إن “الاتفاق يمثل خطوة كبيرة في مسار وقف عقود من الحرب الأهلية في السودان، ويجب أن يجد كل هذا الاحتفاء”.
وشدد المصري، على أن “الاتفاق سيحقق الاستقرار في دارفور، وسيسهم في عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، وهو خطوة تاريخية في مسار العملية السلمية في السودان”.
وأضاف: “في تقديري أن فرحة السودانيين منقوصة اليوم نسبة لعدم وجود حركة عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور في هذا الاتفاق، لأن من شأن ذلك أن يعطي صورة مشوهة للسلام الذي تحقق”.
ودعا أيضا إلى ضرورة أن تقدم الحكومة الانتقالية بجدية لقيادة مفاوضات جادة مع حركتي الحلو وعبدالواحد نور للوصول إلى السلام الشامل تحقيقا لشعارات الثورة.
ومع بروز تفاهمات بين رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مع عبدالعزيز الحلو لاستئناف مفاوضات السلام، ما يزال الباب مغلقا من جانب حركة عبدالواحد نور التي تسيطر على أجزاء واسعة في جبل مرة بدارفور، ووضعت شرط إجراء حوار شامل داخل الخرطوم نظير انضامها للعملية السلمية.
لكن كثيرون يرون أن اتفاق جوبا المبرم، السبت، سيمهد الطريق أمام حركتي الحلو وعبدالواحد نور للإنضمام للعملية السلمية، فضلا عن أن الحركتين سيواجهان بضغط دولي وإقليمي لوضع السلاح.
وأكد الصحفي والمحلل السياسي، مجدي العجب، أن “ما تم هو خطوة محفزة للرافضين لمحادثات السلام، وهي إشارة للحلو، وعبدالواحد، وبدا ذلك واضحا من خلال ترديد المشاركين في حفل التوقيع اليوم مطالبهم لهذين الفصيلين بالانضمام للعملية السلمية”.
وأضاف: “بهذه الخطوة يكون قد تحقق 75% من السلام الذي سيستكمل بفصيلي الحلو وعبدالواحد، إذ أصبح السبيل ممهدا أمام انضمامهما للعملية السلمية”.
المصدر: العين الإخبارية