بعد مرور 26 عاماً على المجازر الجماعية في رواندا حيث شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في هذا البلد حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي، تم العثور على رفات أكثر من 100 شخص من ضحايا التوتسي في مقبرتين جماعيتين.
ويقول الناجون من الإبادة الجماعية المحلية إنهم يأسفون من حقيقة رفض الذين كانوا يعرفون بمكان الجثث الإدلاء بالمعلومات ولم يبادروا بالقيام بما يلزم لدفنها بشكل لائق منذ 26 عاماً.
وتم العثور على الجثث بالقرب من تقاطع على طريق في قطاع نياميرامبو بمدينة كيغالي في منزل سيمبيزي فرانسوا وموكاكاريرا بترونيل. ففي تلك المنطقة، أقام سيمبيزي حاجزاً خلال الإبادة الجماعية عام 1994 ضد التوتسي. وقد أدين سيمبيزي لاحقا بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتوفي في السجن.
ويقول الناجون من المجزرة إن العديد من الأشخاص قُتلوا في الموقع المعروف باسم كو ريانيوما لأنه كان المكان الذي يمرون فيه بحثاً عن وسيلة للفرار من كيغالي.
وقعت الإبادة الجماعية ضد التوتسي حين كان سياماتاري يوجين المولود في كيفوجيزا في ال 14 من العمر. لم يكن يعرف مكان جثث أحبائه الذين قُتلوا أثناء الإبادة الجماعية، لكن جيرانه كانوا يمتلكون المعلومات وحجبوها عنه بالاضافة إلى أن موكاكاريرا بترونيل كانت مدرسته في وقت ما.
“أعرف أنه كان رجلاً مهماً، وحقيقة وجود حاجز في الطريق هنا تُظهر هويته، كنت تلميذا لدى زوجته في المرحلة الابتدائية وسُجن زوجها بسبب ما فعله لكنني فوجئت بسماع وجود مثل هؤلاء الأشخاص هنا، إنها علمتني، لقد صُدمت حين سمعت أن الشخص الذي علمني هو نفسه الذي كانت لديه مثل هذه الأسرار الخفية “، يقول سياماتاري يوجين متألماً.
ويضيف: “حين أستعيد جثة أمي وأدفنها بشكل صحيح كما فعلت مع الآخرين، سأكون سعيداً. مع ذلك، أشعر بالحزن أيضاً لأن الذين كنت حولهم هم نفس الأشخاص الذين يخفون عني الحقيقة “.
وكانت الخلافات التي حدثت في الثالث عشر من هذا الشهر بين الذين كانوا على علم بمكان الجثث دافعاً لبدء البحث عنها في الخامس عشر من هذا الشهر.
ويشير روتايزيري ماسينغو، رئيس إيبوكا في منطقة نياروجينجي، إلى أن إخفاء المعلومات عن جثث ضحايا الإبادة الجماعية تعرقل عملية الوحدة والمصالحة.
ودعا أحد المسؤولين في منطقة نياروجنجي المواطنين إلى تقديم معلومات حول مكان وجود ضحايا الإبادة الجماعية لأنه إذا ثبت حجبها سيعرض الفاعلين للعقوبة بموجب القانون.
لغاية الآن، تم اكتشاف مقبرتين جماعيتين، لكن تشير التقارير إلى إحتمال وجود حفرة ثالثة تحت منزل وتحتوي على جثث أيضاً.
ويجري التحقيق أيضاً مع آخرين ربما قد تعمدوا حجب معلومات عن مكان تواجد الرفات.
المصدرك رويترز