غرب أفريقيا

أوروبا تنتقد خطط البنتاجون بخفض التواجد الأمريكى غرب إفريقيا

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على انتقادات حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا لاقتراح البنتاجون بخفض عدد القوات الأمريكية فى غرب إفريقيا بشكل كبير، وذكرت الصحيفة – فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أن المسؤولين الفرنسيين احتجوا على أن سحب أصول المخابرات الأمريكية من المنطقة يمكن أن يحبط القتال ضد الجماعات المتطرفة هناك، فيما أكد مسؤولون أمريكيون تقدمهم رغم خطط خفض القوات.

وقالت الصحيفة إنه بينما لم تتخذ واشنطن قرارها النهائى بشأن عدد قواتها التي ستنقلها من إفريقيا والشرق الأوسط – إذ يعيد البنتاجون تركيز أولوياته على مواجهة “القوى العظمى” مثل روسيا والصين – أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحويل تمركز قواتها لمواجهة الصين تحديدا على نحو أفضل.

واعترف الجنرال الأمريكى ميلى بأن اقتراح البنتاجون بشأن إعادة تمركز القوات “يثير بعض القلق”، لكنه قال إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة النظر بجدية في بصمتها العسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط ومن ثم في أمريكا اللاتينية، وذلك في إطار تركيز أمريكا المتزايد على الصين.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن تصريحات ميلى جاءت عقب اجتماع قادة عسكريين لحلف شمال الأطلسى “الناتو” في بروكسل، حيث سعى الجنرال الأمريكي أيضًا إلى توضيح الأساس المنطقي الذي تستند إليه الولايات المتحدة لقتل القائد العسكري الأعلى في إيران اللواء قاسم سليماني هذا الشهر، لافتة إلى أن مقتل الجنرال سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، أثار أسئلة بين حلفاء الولايات المتحدة العسكريين حول ما إذا كان قادة الدول ذات السيادة باتوا الآن هدفا لضربات الطائرات بدون طيار.

ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أن البنتاجون يطالب أوروبا ببذل المزيد من الجهد في الشرق الأوسط، مستشهدة بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للناتو بتكثيف الجهود لتدريب القوات العراقية على قتال داعش بعد مقتل الجنرال سليماني ، وهي نقطة أوضحها الجنرال ميلي في اجتماع الناتو.

ونقلت عن ميلي قوله إن إحدى الطرق التي يمكن أن يساعد بها الحلفاء الأوروبيون في العراق هي توفير أنظمة دفاع صاروخي باليستي في قواعد تضم قوات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم داعش الإرهابي.
وفي إفريقيا، تريد إدارة ترامب من الحلفاء الأوروبيين، وخاصة الفرنسيين، المشاركة على نحو أكبر في المعركة ضد المنظمات المتطرفة مثل داعش وتنظيم القاعدة في المغرب وبوكو حرام.

ووفقا للصحيفة، تشمل مناقشات البنتاجون بشأن انسحاب واسع النطاق من غرب إفريقيا التخلي عن قاعدة للطائرات بدون طيار شيدتها واشنطن حديثًا بقيمة 110 ملايين دولار في النيجر ووقف مساعدة القوات الفرنسية التي تقاتل المتشددين في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – خلال لقائه الخاص مع زعماء خمس دول في غرب ووسط إفريقيا – بإرسال 220 جنديًا فرنسيًا إضافيًا إلى المنطقة، ليصل عدد القوات المتواجدة بالفعل هناك إلى 4500 جندي… وكان ماكرون قد دعا قادة إفريقيا إلى الاجتماع في محاولة لإقناعهم بالتصريح علنًا بأنهم يريدون بقاء القوات الفرنسية.

ومع توقع أن يتخذ البنتاجون قراره المبدئي بشأن إفريقيا هذا الشهر الجاري، أثارت خطط الولايات المتحدة بالفعل انتقادات من مشرعين وحلفاء ومسؤولين عسكريين، بل ومن الممكن أن تؤثر في نهاية المطاف على معظم المهام العالمية.. ويتمركز حوالي 200 ألف من قوات الولايات المتحدة في الخارج، وهو رقم مماثل لعددهم عندما تولى ترامب السلطة مع تعهده بإنهاء “حروب لا تنتهي” تتورط فيها أمريكا.

وتعليقا على تصريحات الجنرال ميلي حول هذا الشأن، أبلغ أحد مساعدي ماكرون وكالة الأنباء الفرنسية بأنه “لا يمكن تعويض” المساهمات الأمريكية في الحرب ضد الجماعات المتطرفة في غرب إفريقيا.. وقال ميلي إن أمريكا لم تتخذ قرارها النهائي وأن البنتاجون يراجع وضع القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

وأفاد البنتاجون بأن عملية إعادة نشر القوات في إفريقيا ستتبعها عملية نشر في أمريكا اللاتينية وبأن عمليات الانسحاب ستحدث في العراق وأفغانستان، كما حدد البنتاجون خلال الأشهر الأخيرة.

واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن مقتل الجنرال سليماني، الذي زاد من حدة التوتر بين واشنطن وطهران، يمكن أن يقوض خطط البنتاجون، فمنذ هذه الواقعة، أرسلت واشنطن الآلاف من القوات الإضافية إلى المنطقة للتصدي لضربات إيران المحتملة.

 

(اليوم السابع)

اترك تعليقاً

إغلاق