أخبار
الجيش الأمريكي والجيش الزامبي يشتركان في استضافة قمة القوات البرية الأفريقية 2024 في ليفنجستون
استضاف الجيش الأمريكي بالتعاون مع نظيره الزامبي النسخة الـ 12 من قمة القوات البرية الأفريقية لعام 2024 في ليفينغستون، بالقرب من شلالات فيكتوريا، التي تعتبر واحدة من أبرز المعالم السياحية والطبيعية في المنطقة على الحدود بين زامبيا وزيمبابوي. تُعقد القمة تحت رعاية رئيس أركان الجيش الأمريكي وتجمع بين قادة القوات البرية من حوالي 40 دولة أفريقية، بالإضافة إلى قادة أكاديميين ومسؤولين حكوميين، لمناقشة التحديات المشتركة. وتركز القمة هذا العام على إيجاد “حلول إقليمية للتحديات العابرة للحدود”.
وزير الدفاع الزامبي، أمبروز ل. لوفوما، أوضح أن القارة تواجه تحديات أمنية معقدة ذات جذور عرقية وجغرافية وثقافية، مما يتطلب حلولاً أفريقية، بالشراكة مع الحلفاء. وأكد القائد العام لقوات الجيش الأمريكي في جنوب أوروبا وأفريقيا، اللواء تود واسموند، أن هذه التحديات تتخطى الحدود الوطنية، ولا يمكن لأي دولة معالجتها بمفردها.
تعد القمة فرصة للتواصل والتعاون بين الدول الشريكة، وتساهم في تعزيز الحلول عبر الحدود لهذه القضايا الملحة. بالإضافة إلى جلسات النقاش، ستُعقد فعاليات لغرس الأشجار وزيارة المدارس المحلية، وعرض عسكري من القوات الخاصة الزامبية، مما يوفر فرصة لتعزيز الروابط والتعاون الأمني في المنطقة.
التعليق على الحدث
ولتسليط الضوء على هذا الحدث بشكل أوسع، يضع فريق المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفرو بوليسي) بين أيديكم تعليقات من زوايا مختلفة، وهي:
تعد قمة القوات البرية الأفريقية لعام 2024 فرصة مهمة لبلورة وجهة نظر أفريقية جماعية حول التحديات الأمنية العابرة للحدود، مثل الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، والتدهور البيئي. الأفكار التي طرحت في هذا المحفل تعكس التزام القادة الأفارقة بالسعي لحلول إقليمية من خلال تعزيز التعاون عبر الحدود، مع الاعتراف بأن التحديات المشتركة تحتاج إلى نهج متعدد الأطراف يتجاوز الحلول الأحادية. دعم الشراكات مع الأطراف الدولية من خلال القمة يساهم في تعزيز التنسيق الإقليمي لمواجهة تلك التهديدات المستمرة.
من ناحية أخرى، تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار، وذلك عبر خلق منصة للحوار بين القوات البرية الأفريقية المختلفة. مشاركة قادة عسكريين ومسؤولين حكوميين وأكاديميين تؤكد الأهمية المتزايدة لبناء هيكل أمني أفريقي صلب، متوازن بشكل متكامل مع الجهات الخارجية. مع ذلك، يتضح أن المساعدات الدولية المقدمة في هذا الإطار تأتي في ظل منافسة جيوسياسية ملحوظة، حيث تسعى روسيا والصين، إضافة إلى القوى الأوروبية، إلى تقاسم النفوذ بشكل استراتيجي، خصوصًا في مناطق الساحل الأفريقي الغنية بالموارد.
أحد أبرز المؤشرات على هذا الصراع الدبلوماسي في المنطقة يظهر في تطور العلاقات الروسية الأفريقية بشكل ملحوظ. كانت زيارة وزير الخارجية السيراليوني تيموثي كابا إلى موسكو مؤشرًا على محاولة روسيا تعزيز مكانتها في غرب أفريقيا، حيث تتزايد رغبتها في توطيد العلاقات الثنائية مع سيراليون من خلال فتح سفارة في فريتاون، وإنشاء محطة نووية لتعزيز التنمية. هذا التقارب الروسي-السيراليوني يوضح الاستراتيجية الروسية الطموحة في التوسع الجيوسياسي بأفريقيا ككل، مما يخلق توازناً جديداً في لعبة المصالح الإقليمية.
الوجود المتزايد للدول الكبرى في أفريقيا يؤكد أن المستقبل الأمني للقارة سيكون معقدًا بشكل متزايد، مع ظهور معضلات جديدة بين اللاعبين الدوليين الذين يسعون لتعزيز مصالحهم الاقتصادية والاستراتيجية. في ظل هذا السياق، يظل التعاون الإقليمي بين الجيوش الأفريقية أمرًا ضروريًا لتعزيز مرونة القارة أمام التدخلات الأجنبية، من خلال تعزيز الأمن والاستقرار بشكل مستقل عن التأثيرات الخارجية السلبية.
ختامًا، فإن القمة تهدف إلى تحقيق توازن أكثر دقة بين التعاون الدولي واستقلالية القرار الأفريقي، من خلال بناء جسور التواصل بين مختلف الدول الشريكة، لتعزيز القدرات الجماعية وتحقيق الأمن والاستقرار بشكل مستدام.