الصومالالمجتمعجغرافياسلايد 1شئون اجتماعية
المرأة الصومالية..مهام أسرية وعسكرية أيضا
اعتبرت بتولة أحمد غبلي، رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة الصومالية (مستقل)، أنّ المرأة ببلادها تظلّ “شريكا فعالا” في بناء الوطن، من خلال أدوارها المتعددة بدءا من الحفاظ على كيان الأسرة إلى المشاركة في العمل العسكري، رغم ما تكبدته من معاناة خلال الحروب الأهلية المتوالية.
وفي مقابلة مع الأناضول، قالت غبلي: “رغم أنّ المرأة الصومالية تفتقد البعض من حقوقها، وتدفع غاليا فاتورة التطورات الطارئة على البلاد، إلاّ أنها تبقى شريكا فعالا في بناء الوطن من خلال أدائها أدوارا مختلفة في مناحي الحياة .
** المرأة الصومالية.. “طوق نجاة”
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس/ آذار من كل عام، رأت غبلي أنّ المرأة تعتبر عماد الأسرة في الصومال، وحصنها الحصين”.
وتابعت أن “نضال المرأة الصومالية قطار لم يتوقف بعد، لتصبح بذلك بمثابة طوق النجاة لانتشال الأسرة الصومالية من رحم المعاناة”.
وأوضحت أن الأسرة الصومالية كانت ولاتزال تعتمد على الأم التي تلعب دور الأبوين، فهي مسؤولة عن تربية الأجيال، وهي أيضا من يكافح لتوفير لقمة العيش الكريم لأطفالها، متحدّية الحروب (الأهلية) التي تشهدها البلاد.
فالحروب أثرت سلبا على وحدة الأسرة الصومالية، وساهمت في تفكيكها، خصوصا حين تفقد الأسرة أحد الأبوين، أو من خلال الظروف الصعبة التي ساهمت بدورها في إنتشار ظاهرة الطلاق، لتجد المرأة نفسها -بجميع الأحوال- تدفع ثمن كلّ ذلك.
وبحسب غبلي، فإنّ المرأة الصومالية تقحم نفسها أو تضطر لممارسة أعمال شاقة، ما يورثها إما فقدان الحياة، أو الاستمرار في الحياة حاملة جروحا غائرة بداخلها، تتحوّل بمرور الزمن إلى ندوب نفسية مزمنة.
** محاربة الصورة النمطية
ترى غبلي أن المرأة ببلادها لا تزال تناضل من أجل الحصول على حقوقها المسلوبة بمجتمعها رغم دورها البارز فيه.
واعتبرت أنّ جزءا من مجتمعها مازال متشبثا بتقاليد الأجداد التي تبدي نوعا من “الاحتقار” للمرأة، بذريعة أن مسؤوليتها تقتصر على البيت وطهي الطعام.
تقاليد تدعو غبلي إلى تجاوزها مواكبة للعصر وللقضايا التي يطرحها هذا التغيّر.
وتابعت: “الأعراف القديمة متناقضة، حيث تبيح للمرأة الخروج من منزلها حين يتعلق الأمر بالبحث عن قوت أطفالها عوضا عن والدهم، لكن حين تتطلع إلى تقلّد المناصب القيادية، يُطلب منها البقاء بالمنزل”.
ودعت غبلي حكومة بلادها والأعيان فيها، إلى احترام مكانة المرأة، وتقبّل دورها الذي لايمكن تهميشه، باعتبارها “عصب الأمة، ولديها قدرات قد تفوق الخيال، تؤهلها للقيام بمهمات صعبة”.
كما شدّدت على ضرورة “عدم إبقاء حقوق المرأة في صالات المؤتمرات وجلسات المسؤوليين، بل ترجمة الأقوال بخصوص حقوق المرأة الصومالية إلى أفعال ملموسة، عبر إشراكها بالحياة السياسية في البلاد”.
** أدوار مختلفة
وفي ذات الصدد، لفتت غبلي إلى أنّ دور المرأة الصومالية – كغيرها من نساء العالم- على الأدوار البسيطة، “طالما أنّ روحها المتّسمة بالجد والاجتهاد، باتت قادرة على فرض سيطرتها على جميع الأدوار المختلفة، لتكون نموذجا وشريكا قويا في بناء الوطن”.
واستشهدت غبلي بالأدوار المختلفة التي لعبتها المرأة الصومالية في السنوات الماضية، من أجل في إعادة بناء البلاد.
فـ “إنضمام المرأة للمجال العسكري”، تضيف، “يعكس مدى نضالها ومشاركتها في الدفاع عن الوطن، حيث تشارك المرأة بجميع المؤسسات العسكرية بالبلاد، بما فيه الشرطة والجيش والاستخبارات”.
أما سياسيا، فإن المرأة الصومالية تلعب أيضا دورا بارزا، حيث تحاول جاهدة تحسّس طريقها بهذا المجال، لـ “تعزيز وإرساء سياسة وطنية قوية مبنية على مصالح مجتمع يعاني من سياسة ضعيفة طيلة السنوات الماضية”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت غبلي إن المرأة ببلادها تلعب دورا هاما سواء في القرى أو في المدن.
وأوضحت أن القطاعات الصغيرة تقتصر تقريبا، في عمالتها، على النساء، ما يجعلهن يجنين أرباحا هامة تسد احتياجات أسرهن، ويتمكن من تجاوز تداعيات الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد.
** انجازات وتطلعات
وحول ما حققته المرأة الصومالية من انجازات، قالت غبلي إن مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، يعد مثالا للانجازات التي حققتها في إطار نضالها في استعادة حقها المسلوب.
ولفتت إلى أنّ 6 مناصب وزارية رفيعة ببلادها تتقلدها نساء، إلى جانب حضورهن في مختلف المؤسسات والمرافق الحكومية.
كما أشارت إلى أن المرأة الصومالية فرضت حضورا قويا على الهيئات التشريعية، حيث تشكل نسبة المرأة في مجلسي البرلمان والشيوخ، نحو 24 بالمائة من أعضائهما.
ووفق غبلي، فإن “هذه النسبة لم تأت بشكل تلقائي، وإنما تشكّل ثمرة عدم تنازل المرأة عن حقوقها التي كفلها الدستور الصومالي”.
ومضت قائلة إن تمكين المرأة في مناصب قيادية ساهم في مكافحة الفساد، وتعزيز الاستقرار الأمني في البلاد.
وبخصوص تطلعات المرأة الصومالية، أكدت غبلي أن المرأة الصومالية تسعى للنهوض بواقعها، وتحسين ظروفها المعيشية، وحماية حقوقها على غرار نساء العالم، رغم التحديات المطروحة.
وشددت على أن المرأة الصومالية ستواصل جهودها لبلوغ مناصب حكومية، وستنافس الرجال في المناصب القيادية بالبلاد، بما فيها الرئاسة، مشيرة أن لا شيء يمنع تحقيق ذلك.
وحول أهمية اليوم العالمي للمرأة بالنسبة لنساء الصومال، أشارات إلى أن هذا اليوم يعتبر بمثابة تذكير وإبراز لدور المرأة بالمجتمعات.
وأعربت غبلي عن أملها في أن يتحول يوم المرأة العالمي من مجرد شعارات إلى أفعال على أرض الواقع، من أجل أن “تبقى المرأة أيقونة تذكر بقية الأيام وليس فقط في 8 مارس”، وفق تعبيرها.
الأناضول