سلايد 1منوعات

صحفي تركي يصوّر أحلام الشعوب الأفريقية

انطلق الصحفي التركي حسن سويلماز في يناير/كانون ثان الماضي، في رحلة يهدف من خلالها زيارة دول القارة الإفريقية الـ 54، على دراجته الهوائية، ويجمع نماذج من أنماط حياة شعوب القارة في فيلم وثائقي يجسد أحلامهم فيه.

وتعدّ هذه الجولة من أصعب الرحلات وأكثرها خطورة ومغامرة، بالنسبة لسويلماز الذي بدأ مشواره هذا؛ بغرض تشكيل أرشيف لأحلام شعوب القارة السمراء، وقاطني تلك المنطقة الجغرافية التي تخفى تفاصيل حياتهم عن كثير من شعوب العالم.

وبدأ سويلماز رحلته المحفوفة بالمخاطر في يناير الماضي انطلاقًا من المغرب، وقطع خلال 8 أشهر أكثر من 4 آلاف كيلو مترًا، لينتقل إلى موريتانيا، عبر الصحراء، ثم جزر الرأس الأخضر، والسنغال، وغامبيا، وغينا بيساو، وصولا إلى غينيا الاستوائية.

وخلال رحلته حرص سويلماز على تسجيل العديد من مقاطع الفيديو، والتقاط الصور الفوتوغرافية، وأطلق على فيلمه الوثائقي المكوّن من 54 حلقة سماه “رحلة إلى الأحلام”، وعرض حلقاته الثلاثة الأُوَل باللغتين التركية والإنكليزية على حساباته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال سويلماز، إنه سبق وأن صوّر فيلما وثائقيا مشابها لفيلمه الحالي، وأطلق عليه اسم “أخبار على الطريق” مكوّن من 30 حلقة، وعرضه على قناة “تي آر تي” التركية (حكومية).

وأوضح سويلماز أنّه اضطر لقطع رحلته الشاقة في القارة الافريقية والعودة إلى إسطنبول، بسبب وعكة صحية ألمت به، وأنه سيعاود الترحال مجددا بعد إكمال علاجه، وتماثله للشفاء.

وعن رحلته قال سويلماز: “بعد استعداد وتحضير استمر 4 أشهر، انطلقت في يناير 2017، في رحلة شاقة، راودتني منذ سنوات طويلة”.

وأضاف “أثناء تجوالي في دول القارة على دراجتي الهوائية، كنت أسأل من أصادفه من الأفارقة عن أحلامهم وطموحاتهم، لأُثري من خلال معلوماتهم وأقوالهم الفيلم الوثائقي الذي أعدّه”.

وذكر أنه تأثر كثيرا بأحلام أحد رعاة الإبل والماعز في الصحراء، موضحًا ذلك بقوله: “تخيّلوا الصحراء وهي خالية من الخضرة، والرجل يقوم برعي الإبل والماعز، غير أنه يحلم بورشة نجارة، ففي الصحراء لا توجد أشجار، بينما هذا الراعي يحلم بالخشب وورشة النجارة، فهذا يعني أنّ الأحلام لا حدود لها”.

وأشار سويلماز أنّ “الأحلام تعكس البيئة الاجتماعية للبلدان وماضي الشعوب وحاضرهم ومستقبلهم”، مضيفًا أنّه يحاول من خلال هذه الرحلة “تشكيل أرشيف لأحلام شعوب القارة الإفريقية”.

وأردف قائلا: “وسائل الإعلام عكست صورة سيئة عن القارة السمراء، تسببت في تشكيل صورة مخيفة عن الأفارقة في مخيلة باقي الشعوب، لكن الحقيقة ليست كذلك، فالقارة السمراء جميلة وشعبها طيب”.

واستطرد قائلا: “تجوّلت 8 بلدان إفريقية حتى اليوم، ولم أواجه مخاطر تذكر في رحلتي، وأكثر ما عانيت منه هو طريق الصحراء الغربية، فقد استغرقت رحلة الصحراء نحو 42 يوما، وبقيت وحيدا دون أن أرى إنسانا في أغلب الأوقات، وكنت أسمع الموسيقى بصوت مرتفع”.

وعن نظرة الأفارقة تجاه تركيا قال سويلماز، إنّ “المناطق التي تنطق باللغة العربية في القارة لديها خلفية واسعة عن تركيا وشعبها، كما أن سكان المناطق الفقيرة من القارة يكنون الاحترام لنا، نظرا للخدمات التي تقدّمها أنقرة لهم عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، والهلال الأحمر، ووقف المعارف.

الأناضول

اترك تعليقاً

إغلاق