دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى مضاعفة الجهود الإنسانية في بنغلاديش للاستجابة لاحتياجات اللاجئين الروهينجا، كما تدعم منظمة الصحة العالمية الاحتياجات الصحية الفورية والمستمرة عبر إعداد غرفة مراقبة في كوكس بازار، فيما يقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية للقادمين الجدد.
وفي ضوء المخاوف من استمرار تدهور أوضاع حوالي 436 ألف لاجئ من الروهينجا فروا إلى بنغلاديش من ميانمار خلال الشهر الماضي فقط، دعت مفوضية شؤون اللاجئين إلى مضاعفة الاستجابة الإنسانية الدولية في بنغلاديش على وجه السرعة.
وفي المؤتمر النصف أسبوعي لوكالات الأمم المتحدة بجنيف، توقع المتحدث باسم المفوضية إدريان إدورادز ارتفاع هذه الأعداد في الفترة المقبلة.
“في إطار مساهمتها في الاستجابة التي تقودها السلطات البنغالية، قامت المفوضية بعملية نقل جوية إنسانية للمرة الرابعة. هبطت طائرة شحن من طراز بوينغ 777، تستأجرها المفوضية، محملة بمئة طن من المساعدات، في داكا في ساعات مبكرة من صباح اليوم. ولما كانت احتياجات المأوى في جنوب شرق بنغلاديش حادة، فقد تم تحميل هذه الرحلة بمواد الإيواء فقط. ومن المقرر إرسال رحلتين إضافيتين للمساعدة.”
وتابع إدواردز أنه على الرغم من كل الجهود المبذولة على أرض الواقع، فإن التدفق الهائل للنازحين الذين يبحثون عن الأمان يتجاوز القدرة على الاستجابة، في حين لم تستقر حالة اللاجئين بعد.
وقال إن العديد من النازحين الذين وصلوا مؤخرا يعانون من الصدمات. وعلى الرغم من أنهم وجدوا ملجأ في بنغلاديش، فإنهم لا يزالون يتعرضون لمصاعب هائلة.
من جانبها قامت منظمة الصحة العالمية بإنشاء غرفة مراقبة لعمليات وزارة الصحة البنغالية في كوكس بازار لمراقبة الوضع الصحي وتوفير تنسيق أفضل بين مختلف الجهات الصحية الفاعلة هناك.
وقد قامت المنظمة، كما أشار طارق ياسيرفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، بحملة تحصين ضد وباء شلل الأطفال وأمراض أخرى، مضيفا أنه حتى الآن لم ترد أية تقارير عن أي تفش لأمراض في المنطقة:
“تقوم منظمة الصحة العالمية بتقديم الإمدادات الطبية والأدوية الحيوية لعشرين فريقا متنقلا طبيا من أصل 38 تغطي المستوطنات والمخيمات. الغرض من تلك الفرق الطبية المتنقلة أن تقدم تقريرا إلى غرفة المراقبة ومن ثم سنقوم بمراقبة الوضع الصحي وإطلاق إنذارات مبكرة بشأن الأمراض التي قد تسبب فاشية. وأيضا سيسمح ذلك بتحسين كفاءة التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة الصحية على الأرض.”
هذا وقد أعلنت المنظمة عن حاجتها إلى مبلغ إضافي قدره 5.3 ملیون دولار لدعم الخدمات الأساسية على مدى الأشهر الستة المقبلة.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى استمرار استجابته للأزمة الإنسانية في بنغلاديش، من خلال توفير الغذاء للأشخاص الذين يصلون إلى كوكس بازار.
إذ سجل البرنامج 460 ألف شخص لتلقي حصص غذائية (25 كيلوغراما) من الأرز كل أسبوعين خلال الأشهر الستة المقبلة.
وكإجراء طارئ، وزع البرنامج أغذية عالية الطاقة على أكثر من 200 ألف شخص، والتي غالبا ما يتم توزيعها في الحالات التي لا تتوفر فيها مرافق الطهي.
وقد أعرب البرنامج عن قلقه الخاص إزاء صحة النساء والأطفال الذين يصلون بعد أيام من رحلة صعبة ويشعرون بالجوع ويعانون من سوء التغذية.
ويقدم البرنامج مزيجا من القمح والصويا المقوى، يستخدم كعصيدة مغذية للأطفال الصغار والنساء الحوامل والأمهات المرضعات، إلى ما يقرب من 60 ألفا من النساء والأطفال حتى الآن.
كما أعلن البرنامج عن حاجته إلى 72.7 مليون دولار لتمويل الاستجابة لأكثر من مليون شخص خلال الأشهر الستة المقبلة.