عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استمع خلالها إلى إفادة من ديفيد شيرر رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أنميس) حول التطورات السياسية والإنسانية في البلاد في ظل الصراع المستمر والناجم عن الخلافات بين الرئيس سالفا كير ونائبه الأسبق رياك مشار.
قال شيرر إن الحكومة على ما يبدو تشعر بتعزز موقفها بعد المكاسب العسكرية الأخيرة بما في ذلك في معاقل قوية للمعارضة الموالية للنائب الأسبق رياك مشار.
“الآن هناك مناقشات متزايدة حول التحرك بشكل عاجل لإجراء الانتخابات. أواصل التأكيد لشركائي في الحكومة على ضرورة أن تكون الانتخابات جامعة وحرة وذات مصداقية، وأن تمثل أيضا تكريس عملية السلام.”
وأبدى شيرر قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان، وقال إن المدنيين هم أكبر ضحايا الصراع.
وتساعد وكالات الأمم المتحدة 7.6 مليون شخص. وقد ارتفع عدد النازحين في جنوب السودان إلى نحو4 ملايين خلال النصف الأول من العام الحالي، فر منهم مليونان إلى الدول المجاورة.
وقد تم الوفاء بنحو 66% من قيمة النداء الإنساني المخصص للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الصراع في جنوب السودان والمقدر بـ1.6 مليار دولار.
الممثل الخاص للأمين العام في جنوب السودان تحدث عن الانشقاقات في جماعات المعارضة، وبالتالي زيادة عددها بما ينعكس بشكل سلبي على العمليات الإنسانية.
فعلى سبيل المثال تحتاج قوافل برنامج الأغذية العالمي الاعتيادية إلى منطقة يامبيا، التي تبعد مسافة يومين عن جوبا، إلى 13 تصريحا مختلفا من الجماعات المعارضة.
كما تتحول الأعمال القتالية إلى أنشطة إجرامية على الطرق الرئيسية تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة.
وقد قتل 18 عاملا في المجال الإنساني في جنوب السودان خلال العام الحالي وحده.
وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي، قال شيرر:
“لا يوجد أمامنا سوى بضعة أشهر قبل انتهاء الفترة الانتقالية، وفق ما نص عليه اتفاق السلام، نحتاج إلى الزخم الخارجي لدعم السلام. من المهم الآن أن يظهر المجتمع الدولي وحدة لدعم عملية سياسية قابلة للتنفيذ تقود لانتخابات ذات مصداقية، ولكن يجب أن يتم ذلك بعد فترة انتقالية تتسم بالشمول والاستقرار.”
وأكد شيرر التزامه بمواصلة العمل مع المستشار الخاص للسودان وجنوب السودان لضمان انخراط جميع الأطراف في العملية السياسية.
وقال إن جنوب السودان يحتاج اهتماما وجهودا موحدة من مجلس الأمن الدولي.