المغرب العربيسلايد 1سياسة
ليبيا.. توافق داخلي وخارجي على إجراء انتخابات
يتفق المجتمع الدولي كما الليبيون في الداخل على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا العام المقبل، كحل لوضع حد لحالة الانقسام السياسي المتواصلة في البلاد، خاصة بعد فشل كل محاولات التوصل إلى حل سياسي بين القوى المتصارعة في ليبيا عن طريق المفاوضات.
واعتبرت هذه الأطراف أن اللجوء إلى صناديق الاقتراع هو الحل الوحيد للوصول إلى السلطة وإنهاء الصراع حولها، شرط الإعداد الجيّد لها خاصة الجانب القانوني، لضمان نزاهتها وشفافيتها بمشاركة كل القوى بمختلف توجهاتها.
وفي هذا السياق، قال رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة أمس الخميس، إن الانتخابات السياسية في ليبيا، ستفضي إلى “تبادل حقيقي للسلطة وليس تراكما مؤسساتيا” كما هو الوضع الآن في ظل وجود 3 حكومات وجهازين تشريعيين.
وأكد المبعوث الأممي أن إجراء انتخابات يشترط “التأكد من أن الجميع يقبل النتيجة النهائية للانتخابات مهما كانت، بالإضافة إلى ضرورة وجود قوانين لإقرار الدستور وتنظيم انتخابات رئاسية وأخرى لتنظيم انتخابات برلمانية، لأن القانونين كانا مختلفين جدا بين عامي 2012 و2014، خاصة أن هذه الانتخابات الرئاسية ستكون أول انتخابات في البلاد على الإطلاق”.
من جهتها، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة أنهما تدعمان فكرة إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا كحل لإنهاء الأزمة السياسية التي أثرت على كل مجالات الحياة في البلاد، وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس الخميس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن “الخطط التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ليبيا خلال عام تمثل جدولا زمنيا صحيحا”، بينما اعتبر تيلرسون أن “الإسراع في إجراء الانتخابات في ليبيا من شأنها حل الأزمة فيها”.
وكان القائد العام للجيش الليبي الجنرال خليفة حفتير اتفق مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج في نهاية يوليو بباريس على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في 2018، قبلها، تقدم السراج بخارطة طريق قال إنها المخرج الوحيد لإنقاذ ليبيا، تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس 2018.
وبدورهم يؤيد الليبيون فكرة اللجوء إلى الانتخابات من أجل إنهاء الانقسام طويل المدى الحاصل في بلادهم نتيجة الصراع على السلطة، والانتقال بليبيا إلى مرحلة جديدة.
ويقول المدون حمد العقوري، في هذا السياق إنه “يجب التعجيل بإجراء هذه الانتخابات” لأنها الحل الوحيد بنظره للتناقضات السياسية والاجتماعية والأزمات الاقتصادية عن طريق “تفويض قيادة سياسية واحدة تمتلك القرار وحق تقرير مصير البلاد، بدلا من المفاوضات الفاشلة المتواصلة التي أرهقت المواطنين وزادت أوضاعه سوءا”.
وأضاف للعربية.نت قائلا: “يجب أن يترك الأمر للشعب في اختيار من سيحكمه دون تدخلات خارجية عبر صناديق الاقتراع وبمشاركة رقابة دولية لضمان سير الانتخابات بشكل نزيه وسليم، هذا هو الأمل الوحيد الذي مازال لليبيين”.
غير أن الناشط السياسي فرج فركاش، اعتبر في حديثه، أن “إجراء انتخابات غير ممكن قبل وضع الدستور وإنهاء حالة الانقسام، مضيفا أنه لابد من تسوية سياسية أولا وإعداد مناخ جيّد يسمح بإجراء الانتخابات في ظروف جيدة”.
العربية