أخبار
قمة الشراكة التركية الأفريقية.. آفاق جديدة للنمو الاقتصادي المستدام
استضافت جيبوتي قمة الشراكة التركية الأفريقية، والتي تعرف بمؤتمر المراجعة الوزاري الثالث لشراكة تركيا-أفريقيا، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظرائه من 14 دولة أفريقية، ويأتي هذا المؤتمر كخطوة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين تركيا والدول الأفريقية، تمهيداً لقمة الشراكة التي تُعقد كل خمس سنوات، والمقررة في إحدى الدول الأفريقية عام 2026.
وتكمن أهمية هذا المؤتمر في تعزيز التعاون بين تركيا والدول الأفريقية في مجالات متعددة تشمل الأمن، الاقتصاد، الاجتماع، والعمل الإنساني؛ حيث تسعى تركيا لدعم استقرار وتنمية القارة الأفريقية، وقد أكد فيدان خلال كلمته على سعي تركيا لتوسيع شراكتها مع الاتحاد الأفريقي كركيزة أساسية في سياستها تجاه القارة.
ارتفع حجم التجارة الثنائية من 5.4 مليار دولار في عام 2003 إلى 35 مليار دولار في 2023، وتطمح تركيا للوصول إلى 50 مليار دولار كهدف أولي.
ومن أبرز الأرقام التي يمكن أن ينظر إليها، الاستثمارات التركية المباشرة في أفريقيا والتي تجاوزت 7 مليارات دولار؛ في حين نفذت الشركات التركية أكثر من 1800 مشروع بقيمة تقارب 85 مليار دولار، مع توفير حوالي 100 ألف فرصة عمل. كما شهدت العلاقات التجارية نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع حجم التجارة الثنائية من 5.4 مليار دولار في عام 2003 إلى 35 مليار دولار في 2023، وتطمح تركيا للوصول إلى 50 مليار دولار كهدف أولي.
وكانت تركيا تولي اهتماماً خاصًا بقطاعات الطاقة والتعاون العسكري؛ حيث وقّعت اتفاقيات مع نحو 20 دولة أفريقية في مجالات الهيدروكربونات والتعدين، كما توفر تدريبات عسكرية لدول القارة وخاصة في غرب أفريقيا لمكافحة الإرهاب.
ومع ذلك، هناك تحدّيات تواجه تعزيز العلاقات التركية الأفريقية، تتمثل في عدم الاستقرار السياسي والأمني، والصراعات الداخلية، والبيروقراطية المعقدة، بالإضافة إلى البنية التحتية الضعيفة في بعض المناطق، ما يزيد من تكاليف الاستثمار ويؤثر على استمرارية ونمو المشاريع التركية في القارة.
أبرز مخرجات قمة الشراكة التركية الأفريقية
وفي إطار مؤتمر الشراكة الوزاري الثالث بين تركيا وأفريقيا، تواصل تركيا تعزيز وجودها الاقتصادي والدبلوماسي في القارة. وفيما يلي، يستعرض فريق افروبوليسي خمس نقاط أساسية تبرز ملامح هذه الشراكة وأهدافها المستقبلية:
- تعزيز الشراكة التركية-الأفريقية نحو الاستدامة والتعمق: ركز مؤتمر الشراكة الوزاري الثالث بين تركيا وأفريقيا على تعزيز العلاقات بين الجانبين في إطار شراكة مؤسسية مستدامة تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بما يعكس طموحات تركيا لترسيخ حضورها في القارة الأفريقية على المدى الطويل، وفتح آفاق أوسع للتعاون الذي يدعم الاستقرار والنمو الاقتصادي المتبادل.
- دور تركيا الريادي في دعم البنية التحتية والتوظيف في القارة: أظهرت تركيا التزامًا ملحوظًا في دعم البنية التحتية الأفريقية عبر استثمارات فاقت 7 مليارات دولار، ومشاريع تزيد قيمتها عن 85 مليار دولار، أسهمت في خلق نحو 100 ألف فرصة عمل. هذه الاستثمارات تعزز من قدرة الدول الأفريقية على تحقيق نمو اقتصادي مستدام، وتضع تركيا كشريك استراتيجي حيوي لأفريقيا في المجالات التنموية.
- نمو التجارة الثنائية بوتيرة سريعة :شهدت العلاقات التجارية بين تركيا وأفريقيا نموًا هائلًا خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفعت من 5.4 مليارات دولار في 2003 إلى 35 مليار دولار في 2023، مع هدف تركي لرفع هذا الرقم إلى 50 مليار دولار خلال السنوات المقبلة. هذا النمو يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين وحرصهما على إقامة شراكة تجارية متوازنة ومستدامة.
- الاستفادة من الثروات الطبيعية الأفريقية لتعزيز التعاون الطاقي: استثمرت تركيا في اتفاقيات استراتيجية مع نحو 20 دولة أفريقية في قطاعات الهيدروكربونات والتعدين، ما يعزز التعاون في مجالات الطاقة. هذا التوجه ليس فقط دعمًا للاقتصادات الأفريقية، بل هو أيضًا جزء من استراتيجيات تركيا لتحقيق تنويع مصادر الطاقة واستدامة الوصول إلى الموارد.
- التحديات الأمنية والإدارية كعقبات أمام توسع الاستثمارات: رغم الجهود الكبيرة لتعزيز الشراكة التركية-الأفريقية، لا تزال التحديات قائمة، من أبرزها عدم الاستقرار السياسي والأمني، خاصة مع انتشار الإرهاب والنزاعات في بعض الدول. كما تشكل البيروقراطية وتعقيدات البنية التحتية عائقًا أمام تنفيذ المشاريع. هذه التحديات تستدعي من تركيا العمل بالتنسيق مع الدول الأفريقية لتجاوز العقبات وتوفير بيئة استثمارية آمنة وجاذبة.
وفي الختام، يُظهر المؤتمر الوزاري الثالث للشراكة التركية-الأفريقية توجه تركيا الجاد نحو شراكة متعمقة ومستدامة مع القارة الأفريقية، متجاوزة حدود التعاون التقليدي إلى بناء علاقات استراتيجية تُسهم في استقرار المنطقة وازدهارها. ومن خلال هذه الشراكة، يمكن لأفريقيا الاستفادة من الخبرات التركية في مجالات البنية التحتية والتقنيات الحديثة، بينما تجد تركيا في أفريقيا سوقًا واعدًا يعزز نموها الاقتصادي ويتيح فرصًا جديدة للتوسع.
ومن أجل ضمان نجاح هذه الشراكة، على تركيا مواصلة بناء جسور الثقة مع الحكومات الأفريقية، والعمل على توفير بيئة استثمارية مستقرة ومرنة تسهل تنفيذ المشاريع. كما يُفضل التركيز على تدريب الكوادر الأفريقية المحلية لتعزيز القدرات الذاتية، وخلق فرص العمل التي تُسهم في تحقيق التنمية الشاملة. هذه الخطوات ستكون بمثابة قاعدة قوية لتحقيق شراكة مربحة للطرفين، تحقق تطلعات القارة السمراء وتدعم مصالح تركيا الاس
المصدر / افروبوليسي