أخبار
السودان.. مخاوف من «الشر المطلق» وتحذير من «كارثة جديدة» بدارفور
بعد اشتداد المعارك في الشهر السابع من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أطلقت الأمم المتحدة الجمعة تحذيرات، من تصاعد العنف والهجمات على المدنيين، في دارفور، غرب السودان.
واندلعت حرب في 15 أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أسابيع من تزايد التوتر بين الطرفين بسبب خطة لدمج القوات في إطار عملية للانتقال من الحكم العسكري إلى الحكم المدني الديمقراطي.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي خلال مؤتمر صحافي: “لن نكف عن القول إن الوضع مروّع وكئيب. لكن بصراحة، لا نملك الكلمات لوصف الفظائع التي تحدث في السودان”.
وأضافت “ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن اختفاءات قسرية وتوقيفات تعسفية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وحقوق الطفل”، متابعة: “ما يحصل هو شر مطلق”. وتحدّثت عن أطفال “وقعوا في مرمى النيران”.
كما أعربت عن قلقها من المعلومات الواردة “حول تصاعد العنف والهجمات على المدنيين، بما في ذلك أعمال عنف يبدو أنها قائمة على أساس إتني” في دارفور.
وأضافت أن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية وإلى الحماية، وأن أكثر من ستة ملايين فروا من منازلهم ونزحوا داخل السودان أو إلى دول مجاورة
كارثة جديدة
وقال المفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان: “قبل عشرين عاما أصيب العالم بصدمة من انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور. نخشى أن تتطور ديناميكية مماثلة”.
وأضاف أن “الوقف الفوري للقتال والاحترام غير المشروط للمدنيين من قبل جميع الأطراف أمر ضروري لتجنب كارثة جديدة”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان: “قتل أكثر من 800 شخص على يد الجماعات المسلحة في أردمتا في غرب دارفور وهي منطقة كانت حتى الآن بمنأى عن النزاع”.
وأوضح الناطق باسم المنظمة في جنيف وليام سبيندلر خلال مؤتمر صحافي أن هؤلاء الأشخاص قتلوا “في الأيام القليلة الماضية”.
وتضم أردمتا أيضا مخيما للنازحين داخليا في السودان حيث دمر ما يقارب 100 مأوى، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. كذلك، سجلت الكثير من عمليات النهب في المنطقة، خصوصا مواد إغاثة خاصة بالمنظمة.
قلق ومخاوف
وتقول المفوضية إنها «تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف وتعذيب وقتل تعسفي وابتزاز المدنيين واستهداف المجموعات العرقية، فضلا عن التقارير التي تفيد بأن آلاف النازحين أجبروا على الفرار من مخيم في الجنينة».
وتستعد المنظمة لتدفق جديد لللاجئين إلى تشاد، وتشير إلى أن “أولئك الذين تمكنوا من الفرار عبر الحدود يصلون بأعداد كبيرة”، موضحة أن “أكثر من 8000 شخص فروا إلى تشاد المجاورة الأسبوع الماضي وحده – وهو عدد قد يكون أقل من الواقع بسبب صعوبات تسجيل الوافدين الجدد”.
ودمرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، معظم البنى التحتية وتسببت في نزوح أكثر من 4,8 ملايين شخص داخل السودان و1,2 مليون إلى دول مجاورة، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين