تجمع حوالي 30 ألفاً من أنصار الانقلاب في نيامي عاصمة النيجر في عرض للقوة قبل ساعات من انتهاء المهلة التي منحتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم تحت طائلة استخدام “القوة”.
وسط حرارة مرتفعة، توافد المتظاهرون في فترة ما بعد الظهر وملأوا ملعب سيني كونتشي، أكبر ملعب في البلد بسعة 30 ألف شخص، ملوحين بأعلام النيجر وروسيا وبوركينا فاسو، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وردد شاب “اليوم هو يوم استقلالنا الحقيقي”، فيما هتف الحشد “تسقط فرنسا، تسقط إكواس” التي هددت الانقلابيين بالتدخل عسكريا.
ووصل أعضاء من “المجلس الوطني لحماية الوطن” الحاكم إلى الملعب في قافلة سيارات رباعية الدفع واستقبلهم الحشد بحفاوة.
وتحدث الجنرال محمد تومبا، الرجل الثالث في المجلس العسكري، أمام الحشد للتنديد “بمن يتربصون في الظل” والذين “يخططون لتخريب مسيرة النيجر إلى الأمام”، مضيفا “نحن على علم بخطتهم الميكيافيلية”.
يأتي عرض القوة هذا في يوم انتهاء المهلة التي حددتها “إيكواس” في 30 يوليو للعسكريين لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.
تنتهي المهلة مساء امس الأحد، ولم يبد حتى الآن الجنرالات الذين تولوا السلطة في 26 يوليو أي رغبة في التراجع.
ورسم قادة جيوش “إكواس” الخطوط العريضة لخطة “تدخل عسكري محتمل” بعد اجتماع ليومين في العاصمة النيجيرية أبوجا، وقد أبدت بعض دول المجموعة مثل السنغال وساحل العاج استعدادها للمشاركة في التدخل.
دان جميع شركاء النيجر الغربيين والأفارقة الانقلاب، لكن العسكريين النيجريين تلقوا دعمًا من نظرائهم في مالي وبوركينا فاسو الذين وصلوا أيضًا إلى السلطة من خلال انقلابين في عامي 2020 و2022، وقد اعتبرت باماكو وواغادوغو أن أي تدخل في النيجر سيكون بمثابة “إعلان الحرب” عليهما.
مخاوف وانتقادات
يثير احتمال التدخل عسكريا مخاوف وانتقادات إقليمية.
وبرزت انتقادات في نيجيريا التي تتولى حاليا رئاسة “إكواس” وتعد من أبرز أركانها. وتتشارك الدولة التي يبلغ تعدادها السكاني 215 مليون نسمة، حدودا بطول 1500 كلم مع النيجر.
وحضّ سياسيون كبار في نيجيريا الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بالتدخل عسكريا.
ودعا مجلس الشيوخ النيجيري “رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيسا للجماعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إكواس) إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية”.
ونصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا التي تتشارك سبع منها حدودا مع النيجر، بعدم التدخل قبل استنفاد جميع الخيارات الأخرى.
ووفق دستور البلاد، لا يمكن للقوات النيجيرية المشاركة في عمليات خارج الحدود من دون مصادقة مجلس الشيوخ، باستثناء حالات “التهديد الداهم أو الخطر” على الأمن القومي.
وكان تينوبو حضّ هذا الأسبوع على ايجاد “حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر”.
كما حذّرت الجزائر من أي تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول ألف كلم.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر”، مضيفا “ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر”.
وشدد على أن “التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها”، سائلا “ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟”.
وقد تعهد الانقلابيون في نيامي هذا الأسبوع “برد فوري” على “أي عدوان”.
المصدر: وكالات