أخبار

التغير المناخي.. هجرات ونفوق جماعي للماشية في أفريقيا

اضطر جون كافولا للهجرة مع المئات من أبقاره عابرا المنطقة الجافة التي تربط قريته الواقعة على بعد نحو 600 كيلومترا جنوب شرق العاصمة الاوغندية إلى داخل حدود جمهورية الكونغو المجاورة، في محاولة لإنقاذ ثروته الحيوانية من مجاعة مؤكدة بعد أن نضبت المراعي والمياه في أكثر من 40 في المئة من المناطق الرعوية في أفريقيا بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها القارة منذ أكثر من 5 عقود.

وتشير تقارير مستقلة إلى نفوق أكثر من 200 ألف رأس من الماشية في كل من الصومال وإثيوبيا وكينيا وأوغندا، خلال الأشهر الثمانية الماضية، كما فقد مربو ماشية أكثر من 10 ملايين رأس مصادر الرعي، مما اضطرهم للهجرة لمسافات تصل إلى 700 كيلومتر في بعض الأحيان للبحث عن الكلأ والماء.

وتزايدت خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ ظاهرة هجرة الماشية إلى مسافات طويلة في عدد من بلدان شرق أفريقبا بحثا عن الكلأ والمياه، مما يؤدى إلى فقدان آلاف الحيوانات خلال تلك الهجرات.

واتسم عامي 2021 و 2022 بظواهر طبيعية قاسية كشفت عن الوجه القاسي الذي يخفيه التغير المناخي في إفريقيا، وشملت تلك الظواهر موجات جفاف مدمرة في شرق القارة.

وبحسب تقرير حديث لمنظمة “اوكسفام”، فإن معظم بلدان شرق أفريقيا تعيش حاليا أوسع موجة جفاف منذ العام 1980، وغطت الموجة أكثر من 90 في المئة من مساحة الصومال، وأجزاء واسعة من أثيوبيا وكينيا والسودان في شرق أفريقيا، وأدت إلى تدمير مساحات زراعية واسعة مما فاقم من مشكلة انعدام الأمن الغذائي ومصادر الرعي.

تبعات كبيرة

يلقي التغير المناخي بتبعات كبيرة على حياة الإنسان والحيوان في بلدان شرق أفريقيا التي يعتمد أكثر من 80 في المئة من سكانها على الزراعة والرعي مما خلق أوضاعا متساوية خطيرة للغاية.

وفي ظل انعدام الكلأ والنقص الكبير في المياه، تتناثر أشلاء الحيوانات على طول الأراضي الجدباء الممتدة من مناطق قبائل الماساي في كينيا وحتى داخل الأراضي الإثيوبية والصومالية، في مشهد كارثي أسوأ من ذلك الذي حدث في ثمانينيات القرن الماضي والذي أدى إلى مقتل وتفوق الملايين من السكان والحيوانات في منطقة القرن الأفريقي.

تحذيرات جدية

قبل بضعة أسابيع، حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنبؤات المناخية، من أن يؤدي استمرار الجفاف الكارثي مع فشل موسم الأمطار السادس على التوالي إلى أوضاع إنسانية معقدة للغاية. وتهدد موجة الجفاف الحالية أجزاء كبيرة من إثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا التي كانت الأكثر تضررا من موجة الجفاف التي وقعت في 2011.

ويعتبر القرن الأفريقي من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة، مما يعرض أكثر من 200 مليون من سكان المنطقة لخطر انعدام الأمن الغذائي وفقدان مصدر العيش.

أوضاع كارثية

تهدد موجة الجفاف الحالية بنفوق نحو 30 مليون رأس من الماشية في شرق أفريقيا اي نحو 20 في المئة من مجمل الثروة الحيوانية في القارة والبالغ عددها نحو 160 مليون رأس.

تشكل بلدان القرن الأفريقي موطنا لـنحو 30 في المائة من الأشخاص الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.

تراجع الإنتاج الزراعي في افريفيا بنحو 20 في المئة في خلال العامين الماضيين بسبب التغير المناخي والظواهر الطبيعية الناجمة عنه.

رؤية الخبراء

يحذر الخبير الأممي التجانى أحمد من تداعيات خطيرة على المديبن القصير والبعيد، خصوصا في ظل افتقاد دول المنطقة إلى السياسات والبدائل والخطط اللازمة لمواجهة التداعيات المحتملة.

واعتبر التجاني أن غياب التوازن الاداري و البرامجي الإقليمي يشكل معضلة خطيرة أيضا، حيث تهمل الحكومات موسسات الزراعةً وحماية البيئة في الاقاليم النائية وغيرها من المؤسسات التي تتعرض لتحديات التغيير المناخي والتي تؤثر على الأمن الغذائي البشري والحيواني.

يقول عبدالرحمن عبد الشكور المبعوث الصومالي الخاص للاستجابة للجفاف، إن موجة الجفاف الحالية تلقي بتأثيرات كبيرة على الإنسان والثروة الحيوانية في بلدان شرق أفريقيا. ويشدد على الحاجة الملحة للوصول إلى شراكات استثمارية إقليمية ودولية في مجال مشروعات الأمن الغذائي والزراعة المستدامة والتكتولوجيا والبنية التحتية والطاقة الخضراء وإدارة المياه.

ينبه عبد الشكور إلى التداعيات الكارثية الناجمة عن اتساع رقعة الجفاف وندرة المياه والتي برزت ملامحها في ارتفاع معدلات النزوح وزيادة اعداد المعرضين لخطر المجاعة خصوصا في المناطق الريفية.

المصدر : سكاي نيوز عربية

اترك تعليقاً

إغلاق