تدير السودان الذي وقع السبت اتفاقاً يضع حداً لحرب مستمرة من 17 عاماً، حكومة انتقالية منذ سقوط نظام عمر البشير، وهو يواجه أزمة اقتصادية حادة.
بين الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء
يقع السودان بين إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط، تحده سبع دول هي جنوب السودان ومصر وليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا، وله واجهة على البحر الأحمر.
قبل انفصال جنوب السودان في العام 2011، كان السودان أكبر بلد في إفريقيا، لكن مساحته تبلغ اليوم 1,88 مليون كيلومتر مربع، جزء منها صحراوي.
أما عدد سكانه فيبلغ 42,8 مليون نسمة (أرقام البنك الدولي في 2019) معظمهم من المسلمين، ويتسمون بتنوع اثني كبير. اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد التي تطبق حكم الشريعة منذ 1983.
وغالبا ما تندد المنظمات غير الحكومية ونشطاء حقوق الإنسان بالزيجات القسرية فيه لا سيما للقصّر.
مرحلة انتقالية
قاد السودان الذي خضع منذ العام 1898 حتى استقلاله في 1956 للحكم الانكليزي المصري المشترك، عمر البشير بعد انقلاب عسكري دعمه الإسلاميون في 1989.
وقد انتخب البشير رئيسا في 2010 و2015 في انتخابات قاطعتها المعارضة.
أطاح الجيش بالبشير في 11 نيسان/ابريل 2019، بعد أربعة اشهر من احتجاجات شعبية انطلقت على خلفية زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف. وفي 17 تموز/يوليو، وقع العسكريون وقادة الحركة الاحتجاجية اتفاقا على مرحلة انتقالية من ثلاث سنوات وأدين البشير بتهمة الفساد ويحاكم في قضية الانقلاب الذي أوصله إلى السلطة.
حروب أهلية وحركات تمرد
شهد السودان حربا أهلية أولى من 1955 إلى 1972، ثم حربا أهلية ثانية من 1983 إلى 2005 بين الشمال والجنوب أوقعت مليوني قتيل.
في العام 2005، وقع اتفاق سلام بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان منح الجنوب حكما ذاتيا حتى استفتاء 2011 الذي حصل فيه على استقلاله في 09 تموز/يوليو.
في ربيع 2012، توترت العلاقات بين الشمال والجنوب في المناطق الحدودية الغنية بالنفط ودارت معارك بين الطرفين.
منذ العام 2003، شهد إقليم دارفور (غرب) نزاعاً مسلحاً بين القوات السودانية ومتمردين من أقليات إثنية. أدى النزاع إلى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون شخص.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف في حق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
أزمة اقتصادية
يعد السودان، الغني بمناجم الذهب غير القانونية، من أفقر دول العالم. وفي تقريره للعام 2019، وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي السودان في المرتبة 168 من أصل 189 دولة في تصنيف لمؤشر التنمية البشرية.
في 2011، شكل انفصال جنوب السودان ضربة قاسية للاقتصاد السوداني وحرمه من ثلاثة أرباع احتياطاته النفطية والجزء الأكبر من عائداته من الذهب الأسود.
والاقتصاد السوداني متضرر أيضا من حظر اقتصادي أمريكي عمره 20 عاما على خلفية اتهامه بانتهاكات لحقوق الإنسان و”الإرهاب”. ورفع الحظر في 2017، لكن السودان ما زال مدرجا على اللائحة الأمريكية للدول الداعمة للإرهاب، ما يؤدي إلى ابتعاد المستثمرين عنه.
في تموز/يوليو، تعهد المجتمع الدولي بمساعدة قيمتها 1,8 مليار دولار لدعم التحول الديمقراطي.
أعلنت الحكومة “حال الطوارئ الاقتصادية” لمواجهة تدهور الجنيه السوداني، وتضخم نسبته 150 بالمئة. وتأثرت البلاد أيضاً بفيضانات مدمرة في أيلول/سبتمبر 2020.
كنوز أثرية لم تستغل
شيدّت الحضارات القديمة في السودان عددا من الأهرامات أكبر من تلك التي بنيت في مصر لكنها ما زالت مجهولة إلى حد كبير.
وكان موقع جزيرة مروي (220 كلم شمال الخرطوم) الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) على لائحتها للتراث الإنساني، موضوع معرض في متحف اللوفر في 2010. واستوحت هذه الحضارة التي استمرت من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الرابع ميلادي، من الإرث الثقافي من مصر الفرعونية واليونان ثم روما، وأضافت إليه طابعها الإفريقي. لكن العديد من معالمها لم تستكشف بعد.
المصدر: يورونيوز