أثيوبياثقافة وأدب وفنونسلايد 1
تمثال تيدروس الثاني.. تجسيد لإمبراطور وحد الحكم في إثيوبيا
ما إن تدخل مدينة دبرتابور، بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا، يستقبلك تمثال يتوسط مدخل المدينة للإمبراطور تيدروس الثاني الذي عرف بابتكاراته العسكرية.
ومدينة دبرتابور التي شُيد بها تمثال تيدروس، هي إحدى المدن الكبرى بالإقليم، فضلا عن تاريخها العريق الذي يمتد لمئات السنين، حيث تأسست على يد الأمير سيف أرد (1344-1372)، لكن تأسيسها بصورتها الحديثة يعود لمطلع القرن الـ18.
والمدينة تقع في منطقة جبلية على ارتفاع 2706 أمتار فوق سطح البحر، شمال شرق بحيرة تانا، على بعد 50 كم من مدينة بحر دار حاضرة الإقليم.
وتم تشييد تمثال الإمبراطور تيدروس الثاني وسط المدينة إلى جانب قصره، تخليدا لدور الرجل الذي عرف بسعيه لتوحيد الشعوب والقوميات الإثيوبية وإخراجهم من حالة التشرذم التي صنعتها تعدد السلطات.
وقد اختار الإمبراطور تيدروس الثاني مدينة دبرتابور التي تتمتع بموقع استراتيجي لتكون مركزا ومنطلقا لتوحيد البلاد، إذ تعاقب على حكمها العديد من الأمراء.
وقال برح زلالم، أحد سكان مدينة دبرتابور إن هذا التمثال شُيد في هذه المدينة لأنها كانت مقرا للإمبراطور تيدروس الثاني، حيث كانت تحتضن قصر الامبراطور.
وأضاف أن اختيار الإمبراطور لهذه المدينة جاء لموقعها الاستراتيجية ومن أجل توحيد البلاد بعد ما كانت يحكمها عدة أمراء.
وأوضح زلالم، لـ”العين الإخبارية” أن حاكم المدينة بالتشاور مع السكان قام بتشييد هذا التمثال، بهدف التذكير بالدور الذي لعبه الإمبراطور في توحيد الشعوب ووحدة البلاد وتوعية الشعب بتاريخه وبطولاته.
ولد الامبراطور تيدروس الثاني في منطقة قوارا شمال جوندر بإقليم أمهرة، وبدأ يتلقى التعليم الديني، في وقت مبكر، وعُرف بميله إلى التمرد على حياة أمراء وحكام عصره، رافضا طريقة حكمهم التي وصفت بحكم الإقطاعيين.
وأخذ تيدروس الثاني يدعوا إلى وحدة البلاد رافضا التقسيمات الإقطاعية، الأمر الذي مهد له الطريق لخلق مؤيدين لأفكاره حتى تولي منصبا في منطقة جوندر لينتقل بعدها إلى مدينة دبرتابور التي بنى بها قصرا لازال شاهدا على عظمة صاحبه.
وعرف الإمبراطور تيدروس الثاني بحبه للقوة والتسلح، فعمل على صناعة الأسلحة لمنع أي غزو خارجي على مناطقه التي يحكمها، واهتم بالأسلحة الحديثة، التي كانت تعرف بـ”سيباستوبول”.
والإمبراطور تيدروس الثاني، حكم إثيوبيا في الفترة من عام 1855 حتى وفاته سنة 1868، ويصف المؤرخون عصره بداية إثيوبيا الحديثة ونهاية ما سُمي بـ”عصر الأمراء”.
وحقق الإمبراطور تيدروس الثاني نجاحات كبيرة ووجد قبولا وترحيبا كبيرين حتى من مناطق خارج حكمه، خاصة فيما يتعلق بدعوته لوحدة البلاد وإنهاء حكم الإقطاعيين والأمراء، وهو ما دفع في وقت لاحق أن يشيد له تمثال وسط المدينة التي حكم منها البلاد.
المصدر: العين الإخبارية