توجه حشد من الناخبين، من طلاب شباب ومحاربين قدامى على كراس متحركة وغيرهم، صباح الأربعاء إلى مراكز الاقتراع في منطقة تيغري بشمال إثيوبيا في تصويت يشكل تحديا لسلطة رئيس الوزراء أبيي أحمد.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة (03:00 ت غ) في هذه المنطقة الجبلية، على الرغم من قرار السلطات تأجيل كل الانتخابات بسبب وباء كوفيد-19.
وتشكل هذه الانتخابات التي تعتبرها أديس أبابا غير شرعية، أحدث تحد لحكومة أبيي أحمد التي تواجه انقسامات سياسية وإثنية عميقة وتجد نفسها في لحظة حرجة في علاقاتها مع تيغري. وكانت هذه المنطقة التي تتقاسم حدودا مع أريتريا والسودان، هيمنت على الحياة السياسية الإثيوبية لثلاثة عقود تقريبا قبل أن تفضي تظاهرات مناهضة للحكومة إلى وصول أبيي إلى السلطة في 2018.
كان يفترض أن تنظم إثيوبيا انتخابات وطنية في آب/أغسطس، لكن مفوضية الانتخابات أرجأت هذه الانتخابات في آذار/مارس إلى أجل غير مسمى بسبب الأزمة الصحية.
ورفض قادة المنطقة تمديد البرلمان الفدرالي لولاية النواب التي كان يفترض أن تنتهي في تشرين الأول/أكتوبر، وقرر قادة التيغري إجراء الانتخابات بمفردهم في المنطقة، مما أثار غضب الدولة الفدرالية التي اعتبرت التصويت “بلا أساس قانوني” و”باطل ولاغ”.
وفي ميكيلي، عاصمة المنطقة، أكد الناخبون الذين اصطفوا بانتظار دورهم، إلى جانب قادتهم. وقال هايلاي هايلي سيلاسي (37 عاما) الذي يعمل في شركة للبناء “نريد أن تأخذ الحكومة الفدرالية عبرة مما يحدث: يجب عليهم تنظيم انتخابات أيضا لنتمكن من بناء البلاد معا”.
ويتنافس أكثر من 600 مرشح من خمسة أحزاب سياسية على 152 مقعدا في البرلمان المحلي، وستبحث الأحزاب السياسية بعد ذلك في توزيع 38 مقعدا آخر. المرشح الأوفر حظا للفوز هو “جبهة تحرير شعب تيغري” التي خاضت الكفاح المسلح ضد النظام الشيوعي للحكومة العسكرية الموقتة حتى سقوطها في 1991، وقادت الجبهة بعد ذلك التحالف الحاكم، وأقصت حكومة أبيي بعد ذلك الجبهة التي واصلت مع ذلك قيادة إثنية التيغري -في معقلها- التي تضم 6 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.
كان هايلو كيروس (62 عاما) ينتظر على كرسيه المتحرك، مع كثيرين من المحاربين القدامى، الإدلاء بصوته، وقال: “هذا أمر مهم بالنسبة لنا. ناضلنا من أجل ذلك، من أجل إجراء انتخابات كل خمس سنوات”.
“حي عشوائي”
تواجه جبهة تحرير شعب تيغري أربعة أحزاب أخرى يدافع أحدها وهو “حزب استقلال تيغري” عن انفصال المنطقة لإقامة دولته المستقلة.
وعبر سياسيون في المعارضة عن استيائهم لأنهم لم يتمكنوا من الوصول الى وسائل الإعلام في المنطقة خلال الحملة الانتخابية، وقال هايالو غوديفاي رئيس الحزب المعارض “سالساي وويان تيغري” إن قوات الأمن قامت أيضا باحتجاز بعض السياسيين الذي ينتمون إلى المعارضة لفترة قصيرة في الأيام الأخيرة ومارست ضغوطا من أجل انسحابهم، ورأى هايالو أنه “مع اقتراب موعد الانتخابات، أخذ موقف جبهة تحرير شعب تيغري من المعارضة يتبدل. أعتقد أنهم لم يكونوا يتوقعون دعما كهذا من الناس للمعارضة”.
وبقيت معرفة ما إذا كانت أديس ابابا ستتقوم بخطوات انتقامية بعد هذه الانتخابات.
أبيي أحمد حائز نوبل للسلام في 2019 استبعد من قبل تدخلا عسكريا في المنطقة أو اقتطاعات في الميزانية. وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي الثلاثاء، استخدم تشبيها غامضا نسبيا لكن لا يخلو من من تهديد، قائلاً إن “الانتخابات التي ستجرى في تيغري تشبه بناء حي عشوائي. عندما تبني حيا عشوائيا، ستراك السلطات يوما ولا تراك يوما آخر”، وأضاف “لكن لأن الذين يبنون أحياء عشوائية لا يملكون تصاريح عقارية لها ويعتبرون سكانا غير شرعيين، فهم يبقون قلقين”.
يفترض أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 18,00 على أن تعرف النتائج الأولية اعتبارا من مساء الخميس.
المصدر: يورونيوز