مالي
الصراع على السلطة في مالي .. هل ينجح المشائخ في إزاحة كيتا ؟
مشاكل جمهورية مالي ،تتعقد وتتشابك ما ان يبدأ العالم في حلحلة مسألة منها حتى تنضاف عقدة أخرى اليوم يلتئم اجتماع دول الساحل الخمس في موريتانيا، بحضور قادة اوربيين على رأسهم الرئيس الفرنسي ماكرون، لمناقشة سبل الحد من الوضع الامني المتفاقم في المنطقة وإنقاذ وجه فرنسا وقواتها المتمركزة في الساحل، بعد فشلها في القضاء على ” الارهاب”.
وبينما العالم يحلحل الوضع الامني في الساحل وانعكاساته على الاستقرار في المنطقة والعالم، تعيش باماكو صراعا سياسيا بين الرئيس المنتخب وتياره من جهة والإمام” الثائر” محمود ديكو وتياره المتمثل في حركة 5 يونيو، مدعوما بمريدي الشيخ الصوفي شريف نيورو حماه الله.
ويدعو الامام محمود ديكو وداعميه لرحيل الرئيس ابراهيم كيتا وأعوانه من السلطة وحل المحكمة العليا وحل البرلمان وإعادة الانتخابات البرلمانية وإنشاء حكومة وطنية لها برنامج اصلاحي محدد.
وتكتسب حركة 5يونيو ،يوما بعد يوم دعما قويا من الشارع المالي، استطاعت جمع مليون محتج خلال تظاهرتين بساحة الاستقلال في العاصمة باماكو، بينما لم يستجمع انصار الرئيس عدد يمكن ان يوازي السند الشعبي لتيار الامام.
رغم كثرت الوساطات بين الطرفين، لم تجد الأزمة السياسة المالية طريقها الى نحو نقط تفاهم ، المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا نزلت بثقلها في باماكو، اجتمعت مع الطرفين، خلصت الى توصيات ” وسط” لم ترض تيار الامام ديكو.
الرئيس صرح بأنه منفتح على الحوار، لكن يرفض شروط تيار 5 يونيو، اذ اعاد تسمية بوبي سيسي وزيرا اول رغم اعتراض المعارضة عليه ووصفه بالعاجز عن حل معضلات مالي.
نخبة باماكو تتصارع على المناصب والحظوة والمال، بينما تتوسع حركات “الجهادية” على مستوى السيطرة الميدانية وتكبد الجيش خسائر في الأرواح والممتلكات.
من جهتها، تنتظر حركات الطوارق والعرب في الشمال، حكومة في باماكو لها القدرة والنية والشجاعة لتطبيق اتفاق السلم والمصالحة الموقعة في الجزائر وبرعايتها منذ 2015.
وبينما طفى اسم الامام محمود ديكو، كقائد شعبي لمعارضة الرئيس ابراهيم كيتا ، يقبع زعيم المعارضة الرئيسي سوميلا سيسي، محتجزا لدى جماعة ماسينا الفلانية ،احد فروع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
جمهورية مالي، دولة شاسعة المساحة منفتحة جغرافيا على سبع دول افريقية، متعددة الاعراق ، اعراق وثقافات وعادات ممتدة في دول الجوار ، وقضايا متشابكة ومتبادلة ،توثر في بعضها البعض.
أزمة مالي السياسية والامنية، تتفاعل على مستوى دول كالنيجر وبوركينافاسو والسنيغال وفي موريتانيا والجزائر وتلامس الوضع في ليبيا.
اوروبا مهتمة بالثروات الطبيعية، وبأزمات الهجرة السرية والمخدرات، اضافة الى تنامي الارهاب والتطرف، واذا كانت كل الطرق تؤدي لروما، فإن كل تلك الطرق تمر من تلك الصحاري.