أفريقيا الجنوبية
الجفاف يهدد دول جنوب أفريقيا بإتلاف المحاصيل ونفوق الماشية
تواجه دول جنوب أفريقيا خطرا إثر موجة جفاف غير مسبوقة تهدد بإتلاف المحاصيل والثروة الحيوانية وحتى جفاف أكبر شلال مياه في إفريقيا.
وفي تقرير يلقي الضوء على تداعيات موجة الجفاف التي تعاني منها دول جنوب القارة، والتي حسب الأمم المتحدة، تهدد 45 مليون شخص بمواجهة أزمة ماء وغذاء؛ ما يعد ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة.
حيث أن الجفاف في زامبيا، الذي أتلف محصول الذرة، دفع السكان للتغذية على الأعشاب والنباتات البرية، بينما في نامبيا رُصد نفوق نحو 30 ألف من المواشي بأسباب متعلقة بالجفاف منذ أبريل الماضي، بينما نفق نحو 200 فيل من الجوع في المتنزهات الوطنية على ضفاف نهر زامبيزي.
كما أن حجم المياه الذي يضخه نهر زامبيزي في شلالات فيكتوريا الهائلة انخفض – منذ ديسمبر الماضي – بأكثر من 50% ليبلغ أقل مستوى له في 25 عاما؛ ما أنذر المسئولون الحكوميون الذين يشيرون إلى أن أنظمة المحاكاة تتوقع جفاف شلالات فيكتوريا يوما ما.
وفي تصريحات الرئيس الزامبي إدجار لونجو أن “صور شلالات فيكتوريا باتت تذكيرا صارخا بما يفعله تغير المناخ في بيئتنا ومعيشتنا.. لا شك أن الدول النامية مثل زامبيا هي الأكثر تأثرا بظاهرة تغير المناخ والأقل قدرة على تحمل عواقبها”.
وأن أحد أبرز أسباب تغير المناخ في جنوب قارة إفريقيا هو تسارع إزالة الغابات مع تنامي أعداد السكان الذين يقطعون الأشجار لبيع الأخشاب في الأسواق الأسيوية والأوروبية، لافتة إلى أن الغابات تعمل مثل الإسفنج العملاق الذي يمتص ثاني أكسيد الكربون، الغاز الذي يحاصر الحرارة داخل الكوكب ومساهم كبير في الاحتباس الحراري.
كما أن فصول الصيف الأكثر حرارة وجفافا جاءت بالتزامن مع فقدان الغطاء الذي كانت توفره الغابات، مضيفة أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار يصل إلى ضعف متوسطها العالمي في المنطقة عبر بلدان زيمبابوي وزامبيا ومالاوي وناميبيا وموزمبيق.
وتأثير الهطول غير المنتظم للأمطار على الطاقة، حيث تسبب في تقليص حجم الطاقة في المحطات الكهرومائية المسؤولة عن أكثر من 80% من الكهرباء في المنطقة، مشيرة إلى أن الانقطاع المتكرر للكهرباء دفع المحليين إلى الاعتماد على الفحم بشكل أكبر، وهو ما يفاقم أزمة إزالة الغابات والجفاف المصاحبة لها.
كما أن بحيرة كاريبا، التي تستضيف المحطات الكهرومائية لدولتي زامبيا وزيمبابوي، بات 14% منها فقط مياه، ما تسبب في قطع الطاقة عن أكبر مناجم الكوبالت والنحاس في المنطقة.
أما في موزمبيق، لجأت حكومات مدينتي مابوتو وماتولا إلى ضخ المياه للسكان لمدة 6 ساعات فقط يوميا للحيال دون نفاد المياه.
كما أن السلطات في جنوب إفريقيا – أكثر الدول الإفريقية نموا – أفادت بوجود انخفاض 50% في مستويات المياه في سد فال الذي يمد المنطقة الاقتصادية جوهانسبرج والعاصمة بريتوريا بالمياه.
(وول ستريت جورنال)