زيمبابوي
زيمبابوي تقايض الألماس بالوقود لروسيا
حيث تتضمن الصفقة ثلاثة أطراف، فبالإضافة للشركة الزيمبابوية، تشارك فيها شركتا ألروسا، وتات نيفت الروسيتان، لتتسلم ألروسا الألماس، وتزود تات نيفت الجانب الزيمبابوي بالوقود وتشحنه إليه.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تشتري فيها زيمبابوي الوقود بالمقايضة، فقبل نحو 19 عاما شهدت الدول الأفريقية أزمة وقود دفعتها لشراء المحروقات من ليبيا، مقابل منتجات مثل لحوم البقر والقهوة والتبغ.
وخلال العام الجاري تكررت أزمة الوقود في زيمبابوي التي خرجت منهكة من حكم الرئيس موغابي، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل بشكل حاد، كما تشهد زيمبابوي في العام الجاري 2019 تضخماً مفرطاً، وحسب تقديرات الخبراء بلغ مؤشر التضخم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 440%.
وتستفيد الشركات الروسية من المصاعب المالية والاقتصادية التي تعاني منها زيمبابوي في احتكار واحدة من أهم موارد العملة الصعبة في البلاد، وهي صناعة الألماس لتضيفه بذلك إلى البلاتين.
وتستثمر شركات روسية في التعدين في زيمبابوي، إذ تستثمر شركة غريت دايك إنفستمنتس ليمتد الروسية – الزيمبابوية المشتركة، في مشروع ضخم، قيمته نحو 1.6 مليار دولار لاستثمار أحد أكبر مكامن البلاتين في العالم، وهو منجم داردنفيل، وبعد بدء الاستخراج سيكون هذا المكمن من بين المكامن الخمسة الكبرى عالمياً من حيث إنتاج البلاتين. ويعد منجم داردنفيل، أحد أكبر المشاريع الروسية في أفريقيا.
وبدأت روسيا في الآونة الأخيرة وبالتعاون مع الصين ضمن استراتيجية الصراع الجاري مع واشنطن على تشكيل النظام العالمي الجديد، بانتزاع أفريقيا من أوروبا وأميركا. وتحتوي أفريقيا على 30% من الموارد الطبيعية في العالم و60% من المياه العذبة والمعادن في العالم.
وهذا الحجم من الموارد يتناسب مع استراتيجية بوتين الرامية لاحتكار الطاقة والمعادن.
ويستخدم بوتين في تنفيذ هذه الاستراتيجية شركات الطاقة والتعدين الروسية ومبيعات الأسلحة وتنشط العديد من شركات الطاقة الروسية في الجزائر وأنغولا ومصر ونيجيريا.
يبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا حوالى 20.414 مليار دولار، حوالى 3% من التجارة الخارجية لروسيا عام 2018، ونحو 7.792 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2019. كما بلغت قيمة صادرات روسيا للدول الأفريقية 17.477 مليار دولار، نحو 3.9% من الصادرات السلعية الروسية عام 2018، وحوالى 6.213 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019.