دعا رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، زعيم المعارضة المسلحة، ريك مشار، للعودة إلى العاصمة جوبا، والمشاركة في اجتماع، الشهر المقبل، لتوحيد مجموعته مع الحزب الحاكم، بحسب المتحدث باسم الحزب.
ويوجد ريك مشار، النائب المقال لسلفاكير، قيد الإقامة الجبرية في دولة جنوب إفريقيا، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016.
وأضاف المتحدث باسم حزب “الحركة الشعبية” الحاكم، بيتر لام بوث، أن “الرئيس سلفاكير توجه بالدعوة إلى مشار للمشاركة في الاجتماع المقبل لمجلس التحرير الوطني”.
ومجلس التحرير الوطني هو ثانى أعلى هيئة فى الحركة الشعبية، بعد المكتب السياسي، ويتكون المجلس من 170 عضوا ممثلين لولايات جنوب السودان.
وتابع “لام بوث” أن سلفاكير “منحه (مشار) فرصة 45 يوما للعودة، والانضمام إلى الحزب الحاكم، بصفته نائبا سابقا لرئيس الحركة الشعبية”.
ولم يوضح المتحدث تاريخ ولا طريقة توجيه الدعوة.
وكان مشار غادر العاصمة جوبا إلى الكونغو، خوفًا على حياته، إثر اندلاع أعمال عنف في محيط القصر الرئاسي، في يوليو/ تموز 2016، ثم انتقل إلى السودان، قبل أن يغادر إلى جنوب إفريقيا، التي منعته من المغادرة، خشية انخراطه في قتال جديد ضد القوات الحكومية.
وأضاف المتحدث أن “الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني، يقود مبادرة لإقناع فصيل مشار بالعودة إلى جوبا والانضمام إلى اجتماعات توحيد الحزب الحاكم”.
وأوضح “لام بوث” أن “الرئيس سلفاكير تعهد بتوفير الحماية لمشار إذا قرر العودة إلى جوبا، كما يمكنه الاستعانة بقوة الحماية الإقليمية التابعة للأمم المتحدة (المنتشرة في جنوب السودان) من أجل حمايته”.
وكانت فصائل الحركة الشعبية الحاكمة، وهي الحكومة والمعارضة والمعتقلين السابقون، توصلت في مدينة أروشا التنزانية، يناير/ كانون الثاني 2015، إلى اتفاق لتوحيد الحزب الحاكم.
وينص الاتفاق علي إعادة أعضاء الحزب المفصولين إلي مواقعهم السابقة، ومراجعة دستور الحزب، وإعادة تشكيل المؤسسات، وإجراء أي إصلاحات ضرورية في الحزب والحكومة.
وانتقدت المعارضة المسلحة، الموالية لمشار، اجتماعات لمجلس التحرير الوطني شهدتها جوبا، الثلاثاء الماضي، بهدف توحيد الفصائل المنشقة عن الحزب.
وشددت المعارضة على استحالة توحيد الحزب الحاكم، دون التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة ومجموعات المعارضة.
وتدور في دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي عام 2011، حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، بزعامة مشار، اتخذت بُعدًا قبليًا.
وخلفت الحرب المستمرة قرابة 10 آلاف قتيل، ومئات الآلاف من المشردين، ولم تفلح في إنهائها اتفاقية سلام تم توقيعها عام 2015، وتسعى قوى إقليمية إلى إحيائها.
الأناضول