أثيوبياجغرافياسلايد 1سياسةشئون اجتماعيةشئون خارجية

الفساد والهجرة والإرهاب.. ملفات شائكة تتصدر أجندة القمة الإفريقية الـ30

تستعد العاصمة الإثيوبية لاستضافة القمة الإفريقية الـ30 لرؤساء دول وحكومات دول القارة السمراء، يومي الأحد والإثنين المقبلين.

اجتماعات من المنتظر أن تتناول أبرز الملفات المطروحة على طاولة نقاش بلدان الاتحاد الإفريقي، وفي مقدمتها مكافحة الفساد وملفات الهجرة والإرهاب والاتجار بالبشر.

** اجتماعات تمهيدية

بدأت فعاليات القمة باجتماعات الممثلين الدائمين في مقر الاتحاد الإفريقي ، الإثنين الماضي، لتختتم الثلاثاء، تلتها اجتماعات المجلس الوزاري المنعقدة انطلاقا من اليوم الخميس وتتواصل حتى الغد.

ومن المقرر أن تنتقل الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي لعام 2018، في اليوم الأول للقمة، من الرئيس الغيني، ألفا كوندي، إلى نظيره الرواندي، بول كاغامي.

وتتقلد رواندا رئاسة المنظمة عقب تكليف القادة الأفارقة كاغامي بتولّي ملف الإصلاح في مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث ستكون على رأس أولويات الرئيس الرواندي تفعيل أحد بنود “إعلان كيغالي” الصادر في اختتام القمة الإفريقية الـ27 في 2016، والمتعلق بالتمويل الذاتي للاتحاد.

ويعوّل القادة الأفارقة على كاغامي في تنفيذ هذا البند من الإعلان، عبر فرض ضرائب على واردات الدول بنسبة 0.2 %، في إطار مبادرة تسعى إلى جمع ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار لتمويل أنشطة الاتحاد، وتقليص نسبة اعتماد الأخير على المساعادات الخارجية.

مصدر إفريقي قال معقبا عن الجزئية الأخيرة، للأناضول، إن 21 دولة من بين أعضاء الاتحاد الـ55، أحرزت تقدّما كبيرا في تنفيذ إعلان كيغالي القاضي بفرض ضريبة على الواردات.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن من بين الدول الـ21، بدأت 14 منها في تحصيل الضرائب وإيداع الأموال في حسابات خاصة فتحت بالبنوك المركزية لهذا الغرض.

فيما تعمل بلدان إفريقية أخرى على تحصيل الضرائب وإيداعها في بنوكها المركزية، تمهيدا لدفعها لتمويل الاتحاد، بعد مصادقة برلماناتها (البلدان الإفريقية).

ويرى المصدر أن بقية البلدان الإفريقية التي لم تحقق تقدما في تنفيذ “إعلان كيغالي” بخصوص التمويل، قد تؤثر على خطط تنفيذ التمويل بحلول يوليو/ تموز المقبل، وهو الموعد المتفق عليه ليصبح تمويل الاتحاد الإفريقي ذاتيا .

** النزاعات والإرهاب

جدول القمة الإفريقية المرتقبة يشمل الاستماع إلى تقرير مفوض السلم والأمن بالاتحاد حول حالة السلم والأمن في القارة، مع توصيات بشأن الحلول المقترحة، والمتعلقة بالخصوص بالنزاعات والصراعات في القارة السمراء.

كما تناقش القمة ملف الإرهاب الذي يثقل منطقة حوض بحيرة تشاد (الكاميرون ونيجيريا وتشاد والنيجر) جراء نشاط جماعة “بوكو حرام”، والتهديد الذي تمثله حركة “الشباب” في الصومال.

وعلاوة على ذلك، تستعرض القمة التقارير الخاصة بنتائج الأوضاع في ليبيا والصومال وبوروندي وإفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، فضلا عن التقارير التي أعدتها لجان الاتحاد، بينها موضوع القمة حول مكافحة الفساد والهجرة والاتجار بالبشر.

ومن المتوقع أن تعطي القمة اهتماما كبيرا الصراعات في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى، والهجمات الإرهابية لحركة “الشباب” في الصومال، ولمسألة احتمال نشر فرق رصد مبكرة للانتخابات في كل من الكونغو الديمقراطية والكاميرون ومالي وزيمبابوي .

ويمثل الوضع في جنوب السودان وعملية إحياء السلام التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا “إيغاد”، من أكثر القضايا الملحة في هذا الملف، إضافة لنشر قوة الحماية الإقليمية بجنوب السودان، وذلك في ظل مساعي “إيغاد” الأخيرة، من خلال منتدى إحياء عملية السلام المنعقد منتصف ديسمبر الماضي، والاتفاق على وقف أطلاق النار الذي يشهد تبادل الاتهامات من أطراف الصراع في جنوب السودان .

ويتوقع أيضا أن تناقش القمة تقريرا عن تنفيذ خارطة طريق عملية لإسكات البنادق في إفريقيا بحلول عام 2020، من قبل وزير الخارجية الجزائري السابق رمضان العمامرة، وهو الملف الذي لا ينفصل عن ملف الصراعات والنزاعات بالقارة.

** الهجرة

يعد ملف الهجرة من الموضوعات الهامة في هذه القمة، باعتباره من الملفات التي تمس العديد من البلدان الإفريقية، سواء كانت دول عبور أو مصدّرة للمهاجرين، وقد أسند هذا الملف للمغرب، حيث أعدت له “خطة عمل إفريقية” لتجاوز مشاكل الهجرة .

والأسبوع الماضي أكدت الحكومة المغربية اكتمال رؤيتها لتقديم خطة عمل إفريقية بشأن الهجرة، في القمة المقررة الأحد والإثنين المقبلين.

ويعتقد مراقبون أفارقة أن المغرب يمتلك مقومات النجاح في وضع خطة “متقدمة” لمعالجة مشكل الهجرة في القارة، خصوصا أنه تحول خلال السنوات الأخيرة من بلد عبور إلى بلد استقبال واستيعاب للمهاجرين.

ومن المنتظر أن تتمحور مقترحات المغرب لموضوع الهجرة للقمة، حول 3 محاور، يتعلق الأول بجعل الهجرة بإفريقيا اختيارا وفرصة وليس ضرورة.

أما المحور الثاني، فيشمل “تجاوز الصورة النمطية حيال المهاجرين بالقارة”، فيما يهم الثالث “إعداد مخطط شامل يحترم حقوق المهاجرين، مع التنسيق الإقليمي والدولي”.

** ترامب والأفارقة والقدس

التصدي لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضد الأفارقة سيكون -بلا شك- على أجندة القادة الأفارقة خلال القمة، علاوة على مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، خصوصا إثر تأكد مشاركة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بأعمال القمة .

والإثنين الماضي، اعتمدت لجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، مشروع قرار تقدمت به السنغال، لإصدار إعلان رسمي من القمة الإفريقية يدين تصريحات ترامب ضد الأفارقة .

ودعا رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فكي، خلال تلك الاجتماعات، الأفارقة إلى توحيد صفوفهم أمام “ظهور الكراهية ضد الأجانب”.

وقبل أسبوعين، دعا ترامب إلى عدم استقبال مهاجرين من هايتي ومن بلدان إفريقية وصفها بـ”القذرة”، خلال اجتماع مع نواب من الكونغرس، تناول فيه قضية الهجرة.

** الأزمة الخليجية على أجندة القمة

في إطار بحث القادة الأفارقة لقضايا السلم والأمن بالقارة، وعدم الاستقرار السياسي، وتعثر التكامل الإقليمي في ظل متغيرات مشهد الصراعات الإفريقية، تلقي الأزمة الخليجية بظلالها على منطقة القرن الإفريقي التي أصبحت مسرحا للتنافس الدولي

وبناء على ذلك، يمثل التوتر الأخير القائم بين السودان ومصر حول مثلث حلايب، وتردي العلاقات بين إريتريا والخرطوم، إحدى أهم إفرازات الأزمة الخليجية علاوة على التنافس الدولي في المنطقة.

ومطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، تحدثت تقارير إعلامية عن وجود قوات مصرية في إرتيريا ونقل عناصر من المعارضة السودانية المسلحة إلى مصر، ما أجج فتيل التوتر بين القاهرة والخرطوم، وخلق جفوة بين الأخيرة وأسمرا بعد أن كانت العلاقة هي الأفضل بين دول المنطقة، ودفع بأديس أبابا للدخول على الخط مع الخرطوم في مواجهة أسمرا والقاهرة .

الأناضول

اترك تعليقاً

إغلاق