أخبار

وزراء دفاع 30 دولة إفريقية يناقشون الأمن الإقليمي في قمة أفريكوم في بوتسوانا

اجتماع وزراء دفاع أكثر من 30 دولة أفريقية في جابورون، بوتسوانا اليوم (25 يوينو 2024)  لحضور قمة عسكرية لمدة يومين تستضيفها قيادة الولايات المتحدة في إفريقيا، أو أفريكوم (AFRICOM)، وبوتسوانا. ويعد هذا الاجتماع، الذي يُعقد في أفريقيا، هو الأول من نوعه منذ المؤتمر الافتتاحي في عام 2017. حيث تهدف القمّة إلى معالجة التحديات الأمنية والاستقرار في القارة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والتهديدات السيبرانية، ومهام حفظ السلام.

وأكد قائد أفريكوم، الجنرال مايكل لانغلي على أهمية القمة العسكرية هذه في إنشاء نهج موحد لحماية أفريقيا. وأشار إلى أن الاجتماع سيتناول أيضًا تزايد نفوذ روسيا والصين في القارة. وقال لانغلي: “بعض التمثيل من غرب أفريقيا سيثير أنشطة روسيا لأنهم جميعًا تأثروا بها”، مشيرًا إلى توسع وزارة الدفاع الروسية من ليبيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وبعض دول غرب إفريقيا وحملات التضليل التي تقودها روسيا.

بالإضافة إلى ذلك، أقر لانغلي بتزايد الوجود الصيني من خلال مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق وقاعدتها البحرية في جيبوتي. تراقب أفريكوم تعاملات الصين مع الدول الساحلية في غرب أفريقيا لفهم نواياها الاستراتيجية.

يأتي المؤتمر في سياق انسحاب القوات الأمريكية من النيجر وتشاد بناءً على طلب الحكومات المحلية، مما يثير مخاوف في واشنطن بشأن فقدان القدرات الضرورية على الأرض لمكافحة الإرهاب. وزادت هذه الانسحابات من التركيز على تعزيز الشراكات والجهود التعاونية مع الدول الأفريقية لمواجهة القضايا الأمنية بفعالية.

أشار جاكي سيلييرس، عالم السياسة في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، إلى تعقيدات المشهد الأمني في أفريقيا. وشدد على الحاجة إلى حلول فعالة وترتيبات أمنية بديلة تقودها الدول الأفريقية نفسها، في ظل انسحاب بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من مناطق مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي. وفي مارس، أعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه العميق بشأن تأثير النزاعات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في اجتماعه لمجلس السلم والأمن.

النقاط الرئيسة:

  1. المشاركون: رؤساء الدفاع من أكثر من 30 دولة أفريقية مع قادة عسكريين أمريكان.
  2. المنظمون: قيادة الولايات المتحدة في إفريقيا(أفريكوم) دولة وبوتسوانا.
  3. الموقع والتاريخ: جابورون، بوتسوانا؛ الثلاثاء، 25 يونيو 2024.
  4. الأهداف: معالجة التحديات الأمنية مثل مكافحة الإرهاب، التهديدات السيبرانية، وحفظ السلام؛ مناقشة نفوذ روسيا والصين.
  5. السياق: انسحاب القوات الأمريكية مؤخرًا من النيجر وتشاد، وزيادة الأنشطة الروسية

التحليل

الدلالات والأهمية
تعكس القمة العسكرية التي تنظمها قيادة الولايات المتحدة لأفريقيا (أفريكوم) بالتعاون مع بوتسوانا، والتي ستفتتح اليوم في جابورون، أهمية كبيرة في السياق الأمني والسياسي الأفريقي والعالمي. الهدف الرئيس المعلن هو تعزيز التعاون والشراكات الدفاعية بين الدول الأفريقية والولايات المتحدة لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل مكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية وحفظ السلام. فمن خلال هذه الجهود، تسعى أفريكوم إلى توحيد الجهود وتعزيز القدرات الدفاعية الجماعية للدول الأفريقية.

وتأتي أهمية القمة في ظل تزايد النفوذ الروسي والصيني في القارة الأفريقية. وهذا يتجلى في إشارة الجنرال مايكل لانغلي إلى الأنشطة الروسية في أفريقيا، بما في ذلك التوسع العسكري وحملات التضليل، والتي تشمل الانتقال من ليبيا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى. كما نوه إلى النشاط الصيني المتزايد من خلال مبادرات مثل الحزام والطريق وإقامة قواعد بحرية، مثل قاعدة جيبوتي. فتعتبر القمة فرصة للولايات المتحدة لمواجهة هذا النفوذ وتعزيز وجودها وتأثيرها في المنطقة، خاصة مع تزايد التنافس الدولي على الموارد والنفوذ في أفريقيا.

كما أن القمة تعقد في وقت يشهد انسحاب القوات الأمريكية من النيجر وتشاد بناءً على طلب الحكومات المحلية، مما أثار مخاوف في واشنطن بشأن فقدان القدرات الضرورية لمكافحة الإرهاب على الأرض. يعكس هذا الانسحاب تحولاً في الاستراتيجية الأمريكية تجاه أفريقيا، حيث تركز الآن على بناء شراكات قوية وتعزيز التعاون الأمني بدلاً من التواجد العسكري المباشر. هذا التحول يأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى وجود فعلي لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل وبحيرة تشاد.

هذه القمة، تؤكد على إدراك الولايات المتحدة والدول الأفريقية لأهمية الاستقرار الأمني لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة. لقد عبر الاتحاد الأفريقي عن قلقه بشأن تأثير النزاعات على التنمية، ويأتي المؤتمر كخطوة هامة لتوحيد الجهود وتعزيز الاستقرار في المنطقة. ويعكس ذلك رغبة قوية في تحقيق استقرار طويل الأمد يعزز النمو الاقتصادي ويحسن من الظروف المعيشية للشعوب الأفريقية.

من ناحية أخرى، تؤكد تصريحات جاكي سيلييرس على ضرورة تطوير حلول أمنية بديلة يقودها الأفارقة أنفسهم. يتطلب المشهد الأمني المعقد في أفريقيا حلولًا مبتكرة وفعالة تأتي من داخل القارة وتعزز الاستقلالية الأمنية للدول الأفريقية. هذه الحلول تشمل تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية نفسها وتقليل الاعتماد على القوى الخارجية.

من الناحية الاستراتيجية، تعكس هذه القمة تحولاً في الديناميات الجيوسياسية والأمنية في أفريقيا. فمن خلال تعزيز الشراكات الدفاعية والتعاون الأمني، تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة ومواجهة التحديات المتزايدة من روسيا والصين وفرنسا. في نفس الوقت، يعزز المؤتمر قدرة الدول الأفريقية على التصدي للتحديات الأمنية وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. وتبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات الأمنية العالمية؛ إذْ يمكن أن يكون لهذا التعاون تأثير إيجابي ليس فقط على الاستقرار الأمني، ولكن أيضًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة الأفريقية، مما يعزز فرص السلام والازدهار للجميع.

وبناء عليه، يرى فريق أفروبوليسي أنّ هذه الخطوة لا تختلف عن أنشطة الدول الأخرى التي تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها تخريبية، مثل روسيا والصين. بدلاً من التركيز على تعزيز النفوذ الأجنبي؛ إذْ يجب أن تكون مصلحة أفريقيا هي الغالبة والنقطة المحورية في الحوار. ولتعزيز هذه الرؤية، ينبغي للدول الأفريقية أن تعزز التعاون فيما بينها من خلال إنشاء تحالفات أمنية واقتصادية قوية تستند إلى المصالح المشتركة والاعتماد على الحلول المحلية للتحديات الأمنية والتنموية.

علاوة على ذلك، يجب تقليل الاعتماد على القوى الأجنبية في المجالات الأمنية والتنموية، والتركيز على بناء القدرات المحلية وتطوير البنية التحتية الأفريقية بطرق مستدامة ومستقلة. كما يجب تبني سياسات تنموية شاملة تركز على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الأفارقة من خلال تعزيز التعليم، والرعاية الصحية، وخلق فرص العمل، مما سيسهم في تحقيق الاستقرار والأمن على المدى الطويل. من خلال تبني هذه التوصيات، يمكن للقارة الأفريقية أن تحقق استقلالية أكبر وتعزز من قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والتنموية بفعالية ونجاح.

الخلاصة

في الأيام القادمة، ستنعقد، اليوم، في بوتسوانا قمة دفاعية بارزة بتنظيم مشترك بين قيادة الولايات المتحدة في إفريقيا (أفريكوم) والدولة المستضيفة هي بوتسوانا، بمشاركة أكثر من 30 دولة أفريقية. تهدف القمة إلى تعزيز التعاون الأمني ومواجهة النفوذ الروسي والصيني المتزايد. ويدعو مركز أفرو بوليسي إلى تركيز الحوار على مصالح أفريقيا، وتعزيز التعاون الداخلي، وتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية، وبناء القدرات المحلية. كما يوصي بتبني سياسات تنموية شاملة لتحسين التعليم، والرعاية الصحية، وخلق فرص العمل لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في القارة.

اترك تعليقاً

إغلاق