السودانسلايد 1سياسة

حمدوك يعدد إنجازات الحكومة السودانية ويتطلع لمرحلة جديدة تخلو من الحروب والعقوبات

أفاد رئيس الوزراء السوداني بأن الحكومة الانتقالية شرعت “بإصلاحات عميقة” تنتشل البلاد من الضائقة التي تمر بها، ولكنها تواجه تحديات هائلة “تسترعي وقوف المجتمع الدولي والأصدقاء والأشقاء إلى جانبها لتجاوز المحن”.

 وفي خطابه خلال المناقشة العامة للدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة، قال رئيس الحكومة الانتقالية السودانية، عبد الله حمدوك، إن بلاده تمرّ بفترة انتقالية جاءت بعد “ثورة شعبية مجيدة” ضد الظلم والاستبداد والتدهور الاقتصادي والاجتماعي.

وقال: “تخاطب الحكومة الانتقالية طموحات عريضة خرج من أجلها الشعب السوداني، وتبذل كل ما في وسعها لمخاطبة التحديات العديدة وأهمها تحقيق السلام وإصلاح الاقتصاد”، مشيرا إلى أن جائحة كوفيد-19 زادت من تعقيد وصعوبة الوضع بالنسبة للحكومة التي “ورثت اقتصادا مشلولا وقطاعات خدمية مدمرة وضعيفة”.

إنجازات الحكومة الانتقالية

وأشار حمدوك إلى أنه رغم الصعوبات، عكفت الحكومة الانتقالية على تحقيق طائفة من الإنجازات في “فترة وجيزة” أهمها أن الوثيقة الدستورية (التي وضعت في آب/أغسطس 2019) تضع السلام ووقف الحرب كأولوية.

وأضاف رئيس الوزراء السوداني عن عملية السلام في جوبا قائلا: “هي لم تكن عملية تفاوضية بين طرفين متحاربين كما كان في السابق، بل هي عملية حوار بين شركاء الثورة من أجل التوصل ليس للسلام ووقف الحرب فحسب، بل لوضع المعالجات الشافية لكل مسببات النزاعات ومعالجة جذورها”.

وسيتم توقيع اتفاق السلام في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

أما فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، فقال حمدوك إن الوثيقة الدستورية تولي عناية بقضايا حقوق الإنسان: “تم تخصيص فصل كامل للحريات والحقوق، وإنفاذا للوثيقة، قامت الحكومة الانتقالية باتخاذ عدد من الخطوات الإيجابية لمعالجة التشوهات التي لحقت بهذا الملف طيلة فترة الحكم الشمولي السابق. وفي مقدمتها: إلغاء عدد من القوانين المقيّدة للحريات، وتعزيز دور المرأة في المجتمع، وحماية حقوقها، وإتاحة حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي ومحاربة ظاهرة الإفلات من العقاب”.

وذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية فتح المكتب القطري للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في أيلول/سبتمبر 2019، وباشر المكتب عمله منذ كانون الثاني/يناير 2020.

ضائقة اقتصادية خانقة

وتطرق السيّد عبد الله حمدوك إلى الوضع الاقتصادي المتدهور في السودان، وأشار إلى أنه لا يزال يلقي بثقله على كاهل السودانيين بشكل متزايد، نتيجة للتشوهات الاقتصادية التي خلفها النظام البائد، على حدّ تعبيره.

وقال: “إن الإصلاحات العميقة التي شرعنا بتطبيقها والتي تهدف لمعالجة الخلل الهيكلي في الاقتصاد السوداني قد أدت بشكل غير مباشر إلى زيادة عبء المعيشة. هذه الإصلاحات مؤلمة وشاقة، لكنها ضرورية على المدى الطويل”.

وأضاف حمدوك أنه من أجل التخفيف من آثار الإصلاحات، شرعت الحكومة بتنفيذ برامج لدعم الأسر وتقديم المعونات المالية للأكثر عوزا وللفئات الزراعية والعمالية المنتجة في الأرياف والمدن.

دعوة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب

رغم الامتيازات التي تحققت، قال حمودك إن الفترة الانتقالية تواجه عددا من التحديات الجسام التي تستوجب استمرار وقوف ودعم المجتمع الدولي والأصدقاء والأشقاء في استكمال خطط الحكومة الرامية إلى معالجة الضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وأضاف يقول: “في مقدمة ذلك إعفاء ديون السودان والحصول على قروض ميّسرة إلى جانب التزام الأصدقاء بالوفاء بتعهداتهم المعلنة خلال مؤتمر شركاء السودان ببرلين، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى تتمكن بلادنا من إكمال عودتها للأسرة الدولية بعد انقطاع قسري استمر لثلاثة عقود”.

وأشاد بالخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي بدعم الحكومة الانتقالية “بما في ذلك العزم على تسريع خطوات إسقاط السودان من القائمة”.

وشدد على تضامن السودان مع ضحايا الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ومع جميع البلدان التي عانت من هجمات إرهابية، مجددا إدانته للإرهاب بكافة أشكاله وصوره وذلك من خلال تعاون السودان وانضمامه ومساهمته بفعالية في الجهود الدولية والثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله.

أزمات متلاحقة خلفتها السيول

وقال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إن بلاده تمر خلال هذه الفترة بظروف استثنائية خلفتها السيول والأمطار بشكل غير مسبوق، الأمر الذي فاقم من التحديات التي تواجهها.

وقال: “أدى فيضان النيل إلى حدوث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات على طول المناطق المحاذية لشريط النيل، فضلا عمّا سببته الأمطار والسيول أيضا من أضرار كبيرة في مناطق واسعة أخرى من انهيار عشرات الآلاف من المساكن كليا أو جزئيا”.

وأشار إلى أن القضايا العالمية مثل تغيّر المناخ والتطورات الجيوسياسية والأزمات الإنسانية بأشكالها المختلفة تدفع باتجاه إيجاد تفاهمات تحترم قيم ومصالح الأمم وتستوجب الاهتمام والعمل الجماعي من خلال التعددية والدبلوماسية.

دور الأمم المتحدة

وأعرب حمدوك عن تقديره للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدول المانحة على الدعم الذي تم تقديمه للسودان وجهود معالجة أوضاع النازحين واللاجئين والعائدين إلى مواطنهم الأصلية من خلال توفير المعونات الغذائية والصحية.

وقال إن الحكومة سارعت لرفع كل القيود والعراقيل التي كانت تعيق عمليات إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في مناطق النزاعات.

وأضاف يقول: “تعمل الدولة الآن في تنسيق تام مع بعثة يوناميد على عملية استكمال استراتيجية خروجها وفقا للقيد الزمني المحدد بموجب قرار مجلس الأمن 2525 وهو 31 كانون الأول/ديسمبر 2020”، وتستقبل البلاد بعد ذلك بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (UNITAMS).

وأثنى حمودك على نجاح مجموعة أصدقاء السودان التي أسستها عدة دول بمبادرة ألمانيا لإعادة دمج السودان ضمن المنظومة الدولية بعد العزلة التي دامت 30 عاما.

* كلمة رئيس الوزراء السوداني سُجلت مسبقا، وبُثت اليوم في قاعة الجمعية العامة وفق قرار اعتمدته الجمعية العامة في ضوء جائحة كوفيد-19. وعلى الرغم من عدم القدرة على جمع قادة العالم في نيويورك على النحو المعتاد، فإن المناقشة العامة لهذا العام ستشهد أكبر مشاركة على الإطلاق لرؤساء الدول والحكومات في تاريخ الأمم المتحدة.

المصدر: وكالات

اترك تعليقاً

إغلاق