أخبارالسودان

السودان.. موارد غنية تهددها الحرب الأهلية

أدت الحرب المندلعة في السودان إلى خسائر مباشرة كبيرة، بشرية ومادية، وتهدد موارد البلد الغني بالثروات الطبيعية. ووفق أرقام رسمية وإحصائيات دولية معتمدة، يبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي السوداني 50 مليار دولار، ويعد ترتيبه العاشر بين أكبر الاقتصادات العربية.

وللسودان أهمية كبيرة في الأمن الغذائي العربي، خاصة بعد الأزمة التي كشفتها جائحة كورونا وتعثر سلاسل الإمداد، وهو ما دفع العديد من الدول إلى توسيع استثماراتها الزراعية في الأراضي السودانية الواسعة حيث تبلغ مساحة الأرض الصالحة للزراعة 250 مليون فدان لا يستغل منها سوى 60 ألفاً.

كما يمتلك سادس أكبر ثروة حيوانية في العالم ، وتبلغ قيمة صادراته من الذهب أكثر من ملياري دولار.

بالتالي، يرسم الصراع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع تحديات جديدة للأمن الغذائي العربي، حيث يعتبر السودان سلة غذاء للعالم العربي، وقد يؤدي طول أمد الصراع إلى فقدان البلاد مليارات الدولات من الاستثمارات، وتبديد مليارات أخرى قيد التخطيط.

يضاف إلى ذلك أيضاً الموقع الجيواستراتيجي الذي يمثله السودان، وما يزخر به من ثروات مهمة بالنسبة للعالم، وبالتالي فإن أي تطورات هناك عادة ما تصاحبها انعكاسات سواء مباشرة وغير مباشرة على وضع البلدان الواقعة في محيط البلد بشكل خاص.

وبدأت تأثيرات خروج مطار الخرطوم من الخدمة التجارية، بسبب الاشتباكات، تتضح شيئاً فشيئاً، حيث أن 5% من أجمالي الصادرات تمر عبر هذا المطار.

ورغم أن هذه النسبة صغيرة قياساً بالحجم الكلي للصادرات، إلا أن الاشتباكات الحالية تهدد طرق نقل السلع إلى الموانئ البعيدة على ساحل البحر الأحمر، خاصة تلك القادمة من إقليم دارفور في الغرب.

والآن يضع السودانيون أيديهم على قلوبهم خوفاً من تحول هذه الحرب إلى أهلية شاملة، خاصة أن التربة السودانية الخصبة تساعد على قيامها بشكل متزايد.

فانتشار الجيوش السودانية التابعة للجماعات المسلحة العائدة إلى البلاد بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وعددها يفوق الثمانية، موجودة داخل العاصمة وخارجها. وقد تسهم مع الانفلاتات الأمنية الحاصلة، والسلاح المنفلت في أيدي مجموعات صغيرة في المدن والأحياء، في توسع رقعة الحرب.

وتزداد المخاوف من دخول هذه الجيوش في أتون الحرب، بالانحياز إلى أحد الطرفين.

تقول رشا عوض، المحللة السياسية رئيسة تحرير صحيفة «التغيير» السودانية، أن البلاد في خطر شديد، وهناك مخاوف من أن تنزلق في حرب أهلية، مشيرة إلى وجود جهات تعمل على تذكية الأوضاع. وتقول إن فلول النظام السابق يعملون على نشر خطاب الكراهية والعنصرية، وهو ما يولد أرضية خصبة للأعمال الإرهابية إذا وجد صداه بين المتطرفين والمتحمسين دون وعي أو إدراك.

وتؤكد عوض أن الحرب الحالية قامت لأسباب سياسية، ولا يمكن اختزالها في التحركات الأخيرة، ومن الذي بدأ ومن الذي أطلق النار. «هي حرب خطط لها بعناية من قبل فلول النظام السابق».

وتشير عوض إلى أن هذه الجهات تسعى بجدّ لانتزاع هذه الحرب من سياقها الموضوعي كصراع على السلطة، إلى حرب شاملة «وهو أمر مرعب ستكون خطورته وخيمة على وحدة السودان واستقراره».

المصدر: سويفت نيوز

اترك تعليقاً

إغلاق