أخبار
انضمام أفريقيا لمجلس الأمن خطوة أمريكية إيجابية وتخلق توازنات جديدة.. كيف ستتأثر القرارات؟
على هامش قمة القادة أمريكا أفريقيا والتي من المقرر أن تنطلق فعالياتها اليوم وتستمر حتى 15 ديسمبر الجاري، أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان أن الرئيس جو بايدن يؤيد منح العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي لدول إفريقية أثناء إصلاح المجلس.
منح العضوية لإفريقيا
وأكد سوليفان للصحفيين أمس الاثنين، أن الرئيس بايدن يعتزم الإعلان عن عدد من المبادرات الخاصة بإفريقيا خلال قمة الولايات المتحدة وإفريقيا في واشنطن قريبا.
وقال سوليفان إن “الرئيس يخطط للتأكيد على تمسكه بإصلاح مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك التأييد لمنح العضوية الدائمة في المجلس لبلد من القارة الإفريقية”.
وأضاف أن “الرئيس يعتزم الإعلان عن تأييد الولايات المتحدة لانضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين بصفة العضو الدائم”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستتعهد باستثمار 55 مليار دولار في إفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة من أجل “التصدي لتحديات العصر الرئيسية”.
تصريحات إيجابية ومبشرة
وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، إن التصريحات الامريكية بشأن تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن هي تصريحات توصف بانها تصريحات إيجابية ومبشرة وهي إدراك من الجانب الأمريكي أهمية إعادة صياغة النظام او منظومة العمل الدولية الخاصة بمجلس الأمن.
وأوضح رائف ـ في تصريحات اننا خاصة نتحدث عن مجلس أمن أصبح واقف وقوف متفرج أمام الكثير من الازمات العالمية والصراعات الدولية فكان يجب ان يكون هناك توازنات في القوي داخل مجلس الامن ولكن التمثيل وحدة لا يكفي، فيجب ان يكون هناك إعادة ترتيب لمنظومة العمل داخل مجلس الامن وإعادة تفكير في فكرة “الفيتو” وفي صياغة لوائح جديدة تنظم تفعيل مجلس الامن كونه منصة دولية من المفترض انها ترسخ للسلام والاستقرار الدولي.
ومن ثم الرغبة الامريكية رغبه محمودة ولكن يجب ان يتبعها أيضا إرادة سياسية سواء من الجانب الأمريكي او من كافة القوي الكبرى تتوافق مع هذه الرغبة وتنطلق نحو ليس فقط إيجاد الجانب الافريقي داخل مجلس الامن ولكن يجب أن يكون إعادة صياغة طريقة العمل داخل المجلس لتمكن كافة الأطراف داخل المجلس من ابداء رأيين بشكل مؤثر في صناعة القرار الخاص بسلام والاستقرار الدولي.
فكرة أفريقية من الأساس
وأضاف أن الدول الافريقية طوال العقود الماضية تنادى بهذه الفكرة وتبحث عن مقعد لها داخل مجلس الامن وطوال الوقت، والدولة المصرية أيضا تتحدث عن التمثيل العادل داخل مجلس الامن وحق الشعوب الأفريقية، إذا هي فكرة أفريقية من الأساس.
وأكد ان هناك الان تصريحات أمريكية إيجابية نتمنى ان نري كافة الأطراف الدوليين الاخريين لديهم نفس الرغبة، ولكن الرغبة يجب ان تكون يتبعها قرارات وافعال على ارض الواقع تنظم العمل داخل مجلس الامن من جديد ليوائم طبيعة الصراع الدولي القائم الان.
ويذكر أن القمة الافريقية الامريكية تستمر ثلاثة أيام بين 13 و15 ديسمبر، يشارك فيها أكثر من 40 زعيما أفريقيا، ودعا الرئيس الأمريكي بايدن 49 رئيس دولة أفريقية، باستثناء 4 دول معلقة حاليا من قبل الاتحاد الأفريقي.
كما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، وأكد 45 رئيس دولة وحكومة أفريقية حضورهم، فيما لم ينشر البيت الأبيض معلومات حول أولئك الذين أكدوا الحضور والذين لم يحضروا.
تعزيز العلاقات الأمريكية الأفريقية
وحول جدول أعمال قمة القادة الأمريكية الإفريقية وفقا لموقع “نيوز أفريكا” وكالة الأنباء الأمريكية – الإفريقية، قال روبرت سكوت مسئول مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية إن الحدث يهدف إلى تعزيز العلاقات الأمريكية الأفريقية وتسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية، وقال مسؤول بالبيت الابيض أن “الرئيس بايدن يتطلع إلى استضافة قادة من جميع أنحاء القارة الأفريقية” ، مضيفًا أن “هدفنا هو استضافة قمة شاملة على نطاق واسع”.
ويتضمن جدول الأعمال الكامل لمدة 3 أيام من المؤتمر، عقد منتديات، وقال سكوت “اليوم الأول هو أوسع يوم لدينا سلسلة من المنتديات – منتدى القادة الشباب الأفارقة والشتات ؛ منتدى المجتمع المدني؛ منتدى للسلام والأمن والحكم. ستكون هناك مناقشات حول المناخ وكذلك الصحة.
ووفقا للمسئول الامريكي “اليوم الثاني مخصص لمنتدى الأعمال بين الولايات المتحدة وأفريقيا، ويوم كامل من الفرص للشركات الأفريقية والأمريكية للالتقاء واللقاء مع وفود من القارة.
أما اليوم الثالث هو يوم القادة، كما هو واضح، بمشاركة الرئيس بايدن ورؤساء الوفود ورؤساء دول القارة.
والجدير بالذكر، تأتي قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية في إفريقيا في مقدمتها الانفتاح على المجتمعات، وتقديم المكاسب الديمقراطية والأمنية، تتقدم التعافي من الجائحة والفرص الاقتصادية، ودعم الحفاظ على المناخ والتكيف مع المناخ والانتقال العادل للطاقة.
المصدر : صدي البلد