أخبار
استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتلي يزيد من تعميق الازمة الليبية
قدم المبعوث الأممي وهو الديبلوماسي السينغالي عبد الله باتلي استقالته إلى رئاسة الامم المتحدة يوم الثلاثاء 16 أبريل، ويعتبر باتلي المبعوث رقم سبعة إلى ليبيا باحتساب “ستيفان كوري” نائبته التي تولت رئاسة البعثة بصفة مؤقتة من سنة 2020 إلى سنة 2022 بعد استقالة المبعوث السادس الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
وجاء تعيين عبد الله باتلي على رأس البعثة الأممية إلى ليبيا بعد عدم قبول روسيا في مجلس الأمن تعيين ستيفان خوري الأمريكية على رأس البعثة، كما أنه كانت هناك إرادة إفريقية تتجه نحو تعيين إفريقي على رأس البعثة في ليبيا لحل الأزمة. وعلى الرغم من أن الإعتراض في بداية الأمر على تعيين باتلي جاء من قبل حكومة الوحدة الوطنية بطرابلس؛ بسبب تهم سابقة لباتلي خلال نشاطه الديبلوماسي، إلا أن الأطراف الليبية وافقت في نهاية الأمر على التعيين.
تعيين باتلي:
تم تعيين باتلي في شهر سبتمبر سنة 2022، ودامت فترة توليه المنصب قرابة 18 شهر، وكان قبلها من المقرر أن تجرى انتخابات برلمانية في ديسمبر 2021.
وكانت مهمة باتلي جمع الفرقاء السياسين في ليبيا لبلورة مشروع انتخابي، وتحديد موعد للانتخابات في أقرب وقت ممكن، وخلال فترة توليته قام باتلي بجولات عديدة في عواصم أوروبية كثيرة والولايات المتحدة الأمريكية، والتقى في ليبيا بمختلف الفرقاء السياسين، وكانت كل هذه التحركات والجهود تبشر بقرب انفراج الأزمة ووالوصول إلى موعد انتخابي محدد.
أسباب الاستقالة :
إلا أنه وفي 23 نوفمبر 2023 كان من المقرر إجراء اجتماع بين الفرقاء السياسين في ليبيا؛ لتحديد لاتفاق حول موعد انتخابي محدد إلا أن هذا الاجتماع لم يحصل لحد اللحظة. ومع انسداد أفق الاتفاق والوصول إلى الحل حول تحديد موعد انتخابي، وتفجر العديد من المواجهات بين المليشيات المسلحة في ليبيا خلال الأشهر الأخيرة تأتي استقالة المبعوث الأممي.
حيث صرح باتلي أنه من ضمن أسباب استقالته هو “بسبب غياب الإرادة السياسية وحسن نية لدى الزعماء الليبيين للخروج من المأزق الحالي”. كما أشار إلى أن الفرقاء السياسين في ليبيا مع قوى إقليمية فاعلة في المشهد الليبي هي من تقف حاجزا أمام الجهود الأممية للتوصل إلى حل فيما يتعلق بالأزمة الليبية، كما أن السيادة الليبية في خطر كبير بسبب ذلك. وبسبب هذه الاساتقالة فقد تم تأجيل إجتماع مجلس الأمن في 28 أبريل المقبل الذي سينظر في الأزمة الليبية.
البديل ستيفان كوري:
لم يكن رحيل باتلي بالأمر المفاجئ وخاصة بعد توقف تحركاته طيلة الأشهر الأخيرة وعدم استجابة الأطراف السياسية في ليبيا إلى دعوته للاتفاق في 23 نوفمبر الماضي، وتعويضه بـ “استيفن كوري” نائبته الأمريكية أمر متوقع، وهي من قامت سابقا بتعويض المبعوث السادس إلى ليبيا غسان سلامة.
استيفان كوري التي لم تتمكن سابقا من تولي المنصب بسب الفيتو الروسي في مجلس الأمن بالرغم من الدعم الذي قدمته لها الولايات المتحدة الأمريكية، ستتولى رئاسة البعثة مؤقتا إلى حدّ تعييين مبعوث جديد. وعلى الرغم من أنّ واشنطن ستنزل بثقلها الدبلوماسي لدعم استيفان إلا أن صلاحياتها ستكون محدودة جدا.
وبالرغم من أن واشنطن أحد أكبر الداعميين لإجراء انتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن ويظهر ذلك من خلال دعمها الكبير لتحركات باتلي، إلا أن هذا الأمر سيبقى رهن الفرقاء السياسين في الداخل اللليبي والفاعليين الدوليين في المشهد السياسي الليبي.
الخاتمة
تكمن أهمية الانتخابات في ليبيا التي ستفضي إلى تكوين برلمان ليبي موحد وانتخاب رئيس للبلاد، في أنها ستنهي أكثر من عقد من الفوضى والانقسام في ليبيا بين منطقة الغرب بقيادة حكومة طرابلس، ومنطقة الشرق بقيادة برلمان طبرق، كما أنها ستنهي الهشاشة الأمنية وسطوة المليشيات داخل ليبيا، وهو مايأمله كل الشعب الليبي.
وعلى الرغم من المحاولات الإقليمية والدولية سواء كانت سلبا أو إيجابا، فإن الحل في هذه القضية يكمن في وصول الليبيين أنفسهم إلى اتفاق يجمع بينهم لكي يوصلوا البلاد إلى بر الأمان وليضعوا نهاية حل لعقد كامل من الفوضى والصراعات، لذلك يبقى الحل في كل هذا ليبيا مائة بالمائة.