السودانسلايد 1سياسةشئون خارجية
منسوب النيل وصل لأعلى معدل منذ قرن.. خبير مياه يوضح
أعلن السودان، أمس الثلاثاء، وصول منسوب النيل لأعلى معدل له منذ قرن ما ينذر بمخاوف من حدوث سيول فيضانات.
وذكرت وكالة أنباء السودان “سونا”، أن منسوب النيل الأزرق بالخرطوم سجل أعلى مستوى له منذ أكثر من قرن من الزمان بوصوله إلى 17مترا و32 سنتيمترا، وهو أعلى ارتفاع سجل في الخرطوم منذ بدء تسجيل مناسيب النيل قبل أكثر من مئة عام.
في حين، أرجع مصدر في وزارة الري السودانية ارتفاع المنسوب لزيادة معدل الأمطار في الهضبة الإثيوبية خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى ضيق مجرى النهر في المناطق الحضرية بسبب التوسع العمراني.
ودعا المصدر المواطنين السودانيين على امتداد ضفاف النيلين والنيل الرئيسي لاتخاذ أقصى درجات الحذر حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم.
إزاء ذلك استعدت مصر لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه، حيث عقد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، اجتماعا مع اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد النهر لمتابعة موقف الفيضان لهذا العام ومتابعة حالة الأمطار على النيل الأزرق.
ووفقا للجنة فإن المؤشرات الأولية للفيضان تُشير إلى أنه من المحتمل أن يكون أعلى من المتوسط، وأن الوارد خلال أغسطس أعلى من نظيره في العام الماضي، بالإضافة إلى أنه سوف يكون هناك مؤشر جيد عن حالة الفيضان في نهاية سبتمبر.
كما قالت وزارة الموارد المائية إنه يتم التنسيق على مدار الساعة مع الجانب السوداني في إطار من التعاون المتبادل وتبادل البيانات والمعلومات وإجراء القياسات المشتركة في بعض محطات القياس.
ووجه وزير الري اللجنة العليا لمتابعة إيراد النهر بأن تكون في حالة انعقاد مستمر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع الفيضان لهذا العام.
من جانبه، كشف الدكتور عباس شراقي خبير المياه وأستاذ الموارد المائية بمعهد البحوث الإفريقية في القاهرة لـ”العربية.نت”، أن معظم الولايات السودانية تشهد سنوياً نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار الذي يبدأ من يوليو ويستمر حتى سبتمبر، الأول يأتي نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضي السودانية والثاني من فيضان النيلين الأبيض والأزرق، حيث سجل النيل الأزرق أمس أعلى معدل له، وهو ما يتطلب تعاونا بين مصر والسودان للحد من مخاطر تلك السيول والفيضانات.
وقال إن ذلك الأمر يتطلب تطوير النيل الأبيض من خلال تعميقه، حيث إن عمقه الحالي يتراوح ما بين 4 إلى 6 أمتار، في حين أن النيل الأزرق يتراوح عمقه ما بين 30 إلى 40 مترا، فضلا عن تطوير مخرات السيول وتوجيهها إلى نهر النيل في الأماكن المتاحة، وإقامة العديد من السدود الصغيرة على الأنهار والأودية لاستيعاب مياه الأمطار.
لكن لماذا ارتفع منسوب مياه النيل الأزرق لأعلى معدل له قبل منذ قرن؟
يجيب خبير المياه ويقول إن التوقعات كانت تشير لذلك عندما وصل منسوب بحيرة فيكتوريا إلى أعلى مستوى له في 17 مايو الماضي، وتزامن ذلك مع دخول موسم الأمطار على الهضبة الإثيوبية، مشيرا إلى أن الأمطار كانت أعلى من المتوسط في مايو، وكانت متوسطة في يوليو ومعظم أغسطس، ومن المتوقع أن تكون أعلى من المتوسط خلال سبتمبر.
كما أوضح أن من بين الأسباب أن بحيرة فيكتوريا تواصل ارتفاع منسوبها إلى 13.7 م بمقياس جنجا، وهو أعلى مستوى للبحيرة في العصر الحديث، مضيفا أن الأمطار مازالت مستمرة وهو ما يعني زيادة مخزون البحيرة بحوالي 83 مليار متر مكعب هذا العام قابلة للزيادة رغم التصريف اليومي عبر سدي أوين وكيرا بأوغندا.
المصدر: العربية