نيجيريا

نيجيريا: “الدرونز” يظهر لأول مرة في أيدي بوكو حرام

بدأ متطرفو جماعة بوكو حرام التابعة لتنظيم (داعش) في استخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) في شن هجمات ضد قوى الأمن النيجيرية، حسبما أقر الرئيس محمدو بخاري، في تطور نوعي في قدارت الجماعات المتطرفة في أفريقيا، حيث أنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الجماعات المتطرفة في أفريقيا إلى ذلك النوع من السلاح.

جاءت تصريحات بخاري في اجتماع يوم الخميس لبلدان تساهم بقوات في قوة متعددة الجنسيات تحارب المتطرفين في أفريقيا، وفقا لوكالة اسوشيتد برس أمس الجمعة.

وقال المشروع العالمي للطائرات المسيرة، الذي يديره معهد “نيو أمريكا” البحثي في واشنطن، إن تلك هي المرة الأولى الذي يتأكد فيها استخدام جماعة متطرفة للدرونز في هجماتها في أفريقيا، بعد ليبيا التي أفاد المعهد أن المتمردين الليبيين استخدموا الدرونز في عمليات تجسس في ذلك البلد الواقع في حالة من الفوضى منذ انتفاضة الربيع العربي في 2011 التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي وقتلته فيما بعد.

وتشير التقارير إلى ارتفاع وتيرة الهجمات المتطرفة ضد الجيش النيجيري، حيث قتل ما لا يقل عن 39 جنديا هذا الشهر وحده وأصيب 43 اخرين.

وقال الرئيس النيجيري إن استخدام المتطرفين للطائرات المسيرة لأعمال التجسس والمراقبة في شمال شرق البلاد أثبت أنه “عامل حاسم” في هجماتهم.

ويمتلك الجيش النيجيري طائرات مسيرة، كما أن الولايات المتحدة والعديد من الدولة الأخرى تستخدم ذلك النوع من الطائرات بشكل مكثف في غرب أفريقيا في حربها ضد الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.

وليس من الغريب أن تلجأ بوكو حرام إلى الطائرات المسيرة؛ فتنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قبل عامين يسير على مساحات شاسعة من سوريا والعراق اعتاد استخدم ذلك النوع من السلاح في هجمات ضد قوات الأمن والمواطنين في البلدين. كما أن المتمردين الحوثيين في اليمن استخدموا الدرونز في حربهم ضد الحكومة الشرعية وضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية هناك، بحسب مشروع “نيو أمريكا.”

يشار إلى أن وزارة الدفاع العراقية أعلنت في مارس 2017 مقتل داعشي طاجيكي يدعى أبو عائشة خبير في وضع المتفجرات وحمل الصواريخ على الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي كان يستخدمها التنظيم في معركة الموصل.

وأشارت وكالة اسوشيتد برس إلى محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في أغسطس الماضي، حينما انفجرت طائرتان مسيرتان محملتان بمفتجرات خلال كلمة كان يلقيها مادورو، ما أثار مخاوف على مستوى العالم من وجود الدرونز في أيدي تلك الجماعات.

وقال الميجور بريان كارد، من سلاح الجو الأمريكي، في مقال في مجلة “اير&سبايس باور جورنال” في وقت سابق هذا العام، “للأسف، الوصول التجاري المتزايد لهذه التكنولوجيا سيجعل من الطائرات المسيرة وسيلة جاذبة لتنفيذ هجمات إرهابية.”

وفي يناير 2016، وحذرت دراسة أجرتها مجموعة أوكسفورد للأبحاث من المخاطر التي قد تنجم عن وقوع طائرات الدرونز في الأيدي الخطأ التي قد تستخدمها لضرب سيارة رئيس الوزراء البريطاني أو استهداف المحطات النووية، بعد شحنها بقنابل، مشيرة إلى أن “درونز” من أفراد عاديين يزيد مخاطر الاعتداء على مراكز حساسة وسفارات أجنبية.

ورصدت الدراسة أكثر من 200 طائرة بدون طيار يمكن شراؤها من المحلات التجارية أو عبر الانترنت، رغم أنها قادرة على حمل مواد متفجرة.

ولفتت إلى أن ما يبعت على القلق أن تطور التكنولوجيا أتاح إمكانية تنفيذ الاعتداءات الإرهابية عن بعد عبر أجهزة التحكم، وهو أمر يصعب ضبطه إن لم يكن مستحيلا.

نشر مركز “المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة” تحليلا في أغسطس الماضي تحت عنوان “السلاح القاتل: اتجاهات ردع تهديدات الدرونز لأمن الدول.” وقال المركز إنه في 2017، تم الإعلان عن إسقاط حوالي 15 درونز من جانب الدول، كان أبرزها في مناطق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.

حذرت الدراسة من أن انخفاض تكلفة الحصول على الدرونز وعدم وجود قيود أمنية على اقتنائها وتطويرها؛ إدى إلى إلى تحولها إلى سلاح تقوم باستخدامه التنظيمات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة والميليشيات المُسلحة، في الاغتيالات السياسية، والعمليات الإرهابية، واستهداف مناطق تمركز القوات الأمنية، والعمليات التخريبية.

وتوقعت الدراسة “إحداث مزيد من التطورات في أنظمة الاتصالات التي تسمح بتشغيل الدرونز صغيرة الحجم عبر مسافات كبيرة….. ما يعني إمكانية التوسع في عمليات الاغتيال السياسي أو الأعمال التخريبية والإرهابية، وإطلاق الغازات السامة وغيرها دون رصد المستخدمين.”

اترك تعليقاً

إغلاق